صوم الخميس .. اتباعٌ للسنّة وسعيٌ للفلاح في الدنيا والآخرة

يحرص المسلمون على صيام يوم الخميس من كل أسبوع اتباعًا للسنّة النبوية، لكن ما السبب وراء هذا الاختيار؟ وما هي الفضائل الكامنة وراء صيام يومٍ كهذا؟ للإجابة عن هذا السؤال، نستعرض الأسباب التي توضح الحكمة من صيام الخميس كما جاءت في السيرة النبوية وأقوال العلماء، مع التركيز على فضائل هذه العبادة ومكانتها.
1. صيام الخميس في السنّة النبوية
جاءت السنّة النبوية الشريفة بحرص النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على صيام يوم الخميس من كل أسبوع. فقد كان -صلى الله عليه وسلم- صائمًا في هذا اليوم بانتظام، مما جعل هذا الأمر موصى به لأتباعه. واتباع الرسول في هذا الجانب من العبادة يأتي ضمن جهود المسلم للوصول إلى رضا الله تعالى. وبهذا يكون صيام يوم الخميس وسيلة لتقوية الإيمان والحرص على بلوغ الفلاح في الدنيا والآخرة.
2. رفع الأعمال إلى الله
إحدى الحِكَم البارزة التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صيام يوم الخميس تتمثل في كونه اليوم الذي تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله. فقد قال الرسول الكريم: «أُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ». وهذا يوضح رغبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في أن تكون أعماله في حالة الصوم، تعزيزًا للحسنات وطلبًا لرضا الله. فحين تُرفع الأعمال في هذه الحالة، يعكس ذلك حالة الطاعة والامتثال لرب العالمين.
3. الصوم عبادة عظيمة ومن أفضل القربات
الصيام يُعتبر من أسمى العبادات، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصف فضيلته: «عليك بالصوم، فإنه لا عدل له»، ما يجعل هذا اليوم فرصةً ثمينة لتحقيق القرب من الله عبر عبادة الصوم. فيوم الخميس يتيح للمسلم فرصة ممارسة عبادة يُحِبّها الله وتُحببه إلى خالقه، ويضاعف بها أجره وثوابه.
حكم صيام الخميس بنيّتين
أكد علماء الدين جواز صيام يوم الخميس بنيّتين، على سبيل المثال: نية صيام القضاء مع نية صيام التطوع. ورغم ذلك، يجب تقديم نية القضاء على نية النافلة، فالواجب أولى من المستحب. يشرح العلماء أن صيام الخميس بنيّة أو بنيّتين أمرٌ يُستحب للمسلم فعله، خاصة وأنه من الأيام التي وردت فيها وصايا الرسول بصيامها. كما يمكن لمن عليه قضاء صيام أيام فائتة أن يخصص الخميس لصيامها، فيجمع بذلك بين نية القضاء وفضل صيام النافلة.
حكم صيام الخميس بدون نية
أشار الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إلى أن صيام النفل كالخميس يمكن الشروع فيه حتى لو لم تُبيّت النية من الليل. فالنية في صيام النفل تختلف عن الفريضة؛ حيث إن صيام التطوع يمكن الشروع فيه حتى قبل الفجر، مما يُتيح مرونةً للمسلم في صيام هذا اليوم وفقًا لوصايا النبي.
فضل صيام يوم الخميس
يبرز فضل صيام يوم الخميس من خلال أمور عديدة، من أبرزها:
1. عرض الأعمال على الله تعالى: يرفع الله أعمال العباد يومَي الاثنين والخميس، ما يجعل صيام هذين اليومين مفضلًا لكي تُعرض الأعمال على الله والعبد في حالة الصيام. يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا». يُشجّع هذا الحديث على الصيام طلبًا للمغفرة والرحمة، فالصائم حين تُرفع أعماله وهو على حالة الطاعة، يكون ذلك أرجى لقبول عمله.
2. اتباع هدي النبي في الصيام: حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيام يومَي الاثنين والخميس وذكر ذلك بقوله: «إنَّهُما يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأنا صائمٌ». وهذا الحرص النبوي على الصيام في هذين اليومين يعزز أهمية هذه العبادة، ويحث المسلمين على اتباع سنّته والسير على هداه.
فضائل الصيام بشكل عام
عندما نتحدث عن الصيام، لا يمكن التغافل عن الفضائل العظيمة لهذه العبادة، وهي:
1. الصوم لله وحده: يُعتبر الصيام عبادة لله، ومن أسمى العبادات وأعلاها شأنًا، حيث قال الله عز وجل: «إلا الصَّومَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». ما يجعل الصيام من أصدق صور العبادة؛ فالمسلم يترك طعامه وشرابه خالِصًا لله.
2. فرحتان للصائم: يُفرح الله الصائم مرتين، أولاهما عند الإفطار، والثانية عند لقاء الله يوم القيامة. فكل لحظة صيام تحمل في طياتها أملًا في تحقيق رضا الله وسعادةً بقربه.
3. خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: خلوف فم الصائم (رائحة فمه) يظل عند الله أطيب من ريح المسك، وهذا يؤكد القبول الذي يُكنّه الله تعالى لهذه العبادة.
4. باب الريّان للصائمين في الجنة: خصص الله للصائمين بابًا خاصًا في الجنة يُدعى “الريّان” يدخل منه الصائمون ولا يدخله غيرهم، ما يعكس مكانتهم العظيمة.
5. بعد وجه الصائم عن النار: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»، ما يُشير إلى وقاية الصائم من النار وتقريبه من الجنة.
6. الصيام وقاية من النار: الصيام جُنّة للصائم، فهو حماية من النار، يُثبت ذلك الحديث النبوي: «الصيام جُنة».
7. تكفير الخطايا: يُكفر الصيام الذنوب والخطايا، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصِّيامُ وَالصَّدَقَةُ».
8. الصيام يشفع لصاحبه: يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: خلوف فم الصائم (رائحة فمه) يظل عند الله أطيب من ريح المسك، وهذا يؤكد القبول الذي يُكنّه الله تعالى لهذه العبادة.
4. باب الريّان للصائمين في الجنة: خصص الله للصائمين بابًا خاصًا في الجنة يُدعى “الريّان” يدخل منه الصائمون ولا يدخله غيرهم، ما يعكس مكانتهم العظيمة.
5. بعد وجه الصائم عن النار: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»، ما يُشير إلى وقاية الصائم من النار وتقريبه من الجنة.
6. الصيام وقاية من النار: الصيام جُنّة للصائم، فهو حماية من النار، يُثبت ذلك الحديث النبوي: «الصيام جُنة».
7. تكفير الخطايا: يُكفر الصيام الذنوب والخطايا، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصِّيامُ وَالصَّدَقَةُ».
8. الصيام يشفع لصاحبه: يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».