تقارير-و-تحقيقات

مجموعة قايتباي بصحراء المماليك جدران تحكي تاريخ

تعتبر مجموعة السلطان قايتباي الأثر الوحيد الباقي بين آثار صحراء المماليك والذي احتفظ بكثير من تفاصيله مما ساعد على إعادتها إلى أصلها مرة اخرى.

تقع المجموعة بصحراء المماليك بالقاهرة، وبجوارها عدة مواقع أثرية أخرى، مثل خانقاه الأشرف برسباي، خانقاه الناصر فرج بن برقوق، خانقاه الأشرف إينال، مسجد الأمير قرقماس.

وكانت لـ قايتباي المحمودي الأشرفي، ثم الظاهري، أبو النصر، سيف الدين، سلطان الديار المصرية، من المماليك البرجية، أي “ملوك ملوك الجراكسة”.

وصف المجموعة

هي مجموعة معمارية أثرية شهيرة بالقاهرة مبنية على الطراز الإسلامي تعود إلى عصر المماليك الجراكسة.

تضم المجموعة عدة منشآت تتمثل في مسجد ومدرسة وملحقاتها وقبة وسبيل وكتاب ومقعد للسلطان وحوض لسقاية الدواب وربع لإقامة الصوفية.

ويعود إنشاءه فى الفترة من 877هـ/1472م إلى 879هـ/1474م بأمر السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي الأشرفي ثم الظاهري الجركسي الأصل أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة.

من هو قايتباي المحمودي الأشرفي

كان قبل أن يعتلي العرش أحد أمراء السلطان الأشرف برسباي، ثم اشتراه السلطان الظاهر جقمق واعتقه وترقى في المناصب خلال عهد الأشرف إينال ثم الظاهر خشقدم فالظاهر بلباي، ولما ولي الظاهر تمربغا عينه أتابكاً للعسكر. ولما ثار خاير بك على الظاهر تمربغا، اتفق العسكر على سلطنة قايتباي وبايعوه مُرغماً سلطاناً سنة 872هـ/1468م، ليصبح الخامس عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بمصر والحادي والأربعين من ملوك الترك وأولادهم، وكان عمره آنذاك أربع وخمسين عاماً

وضع حجر الأساس 

وُضع أساس المبنى في شوال 874هـ/أبريل 1470م وكان ذلك عقب وصول قايتباي إلى سُدة الحكم على عادة من سبقوه من السلاطين، أما تاريخ بدأ الإنشاء الفعلي فكان في 877هـ/1472م.

ونُقشت العديد من النصوص التاريخية على جدران المباني التي وضحت تاريخ الانتهاء من الأعمال الهندسية المختلفة، فعلى يمين ويسار المدخل في الواجهة الشمالية سجل التاريخ 877هـ (الموافق 1472م.

كما كتب على الحائط الجنوبي الشرقي والشمالي للإيوان الشرقي رجب 877هـ (الموافق ديسمبر 1472م)، وانتهى العمل بالصحن في رمضان 877هـ (الموافق فبراير 1473م).

أما الإيوان الغربي فانتهي العمل به في رجب 878هـ (الموافق ديسمبر 1473م)، وكذلك المقبرة انتهت في رجب 879هـ (الموافق ديسمبر 1474م).

وبالنسبة للمنبر فتم عمله في ربيع الأول 879هـ (الموافق أغسطس 1473م)، وافتتح المبنى بالكامل في رجب 879هـ (الموافق نوفمبر 1474م)

ترميم المجموعة 

قامت بترميمه لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1893م وأنهت أعمال الإصلاح سنة 1897م التي اشتملت على تقوية المباني وإصلاح الرخام والسقوف والأرضيات والنجارة والشبابيك الجصية، وإصلاح المنارة وتقويتها.

في إطار خطة هيئة الآثار المصرية لترميم الآثار الإسلامية بمنطقة صحراء المماليك، أعيد فك وإعادة بناء الأحجار التالفة بالجدران الداخلية والخارجية للمسجد والسبيل، مع ترميم الأعتاب المزرره للشبابيك السفلية، تبليط أرضية مدخل المسجد وحجرة السبيل ببلاط حجري، ترميم واستكمال بناء جدران المدفن الملحق، وغيرها من أعمال العزل والتنظيف وإعادة تذهيب العناصر الزخرفية.

في عام 2015 انتهت أعمال ترميم حوض السلطان قايتباي وإعادة توظيفه وتحويله إلى منفذ لعرض وبيع منتجات الحرفيين واستخدامه كمعرض مؤقت يتم تنظيمه بطريقة تبادلية في المنطقة المحيطة بمجموعة السلطان قايتباي.

ضمن المشروع بدأت أعمال ترميم مقعد السلطان قايتباي بذات المنطقة، وكلا المشروعين تم بمنحة من مفوضية الاتحاد الأوروبي كجزء من برنامج التعاون الثقافي المصري الأوروبي، وبمساهمة من سفارة هولندا، و قام مكتب أركينوس للعمارة في مصر بأعمال التصميم والتنفيذ وذلك بالتعاون مع وزارة الآثار من خلال مشروع ترميم وتطوير القاهرة التاريخية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights