من أكثر الممارسات التي تضر بالمجتمعات وتحدث اضطرابا وتفقد الثقة بين الناس بعضهم البعض وبين المواطنين وحكوماتهم وتخلق حالة من الهلع والفزع وتكلف الدولة أموالا وجهودا ضخمة للحد من أثارها ما اعتاده كثير من الناس وبخاصة الشباب هو ترويج شائعات لا أصل لها وإننا يفعلون ذلك لأسباب كثيرة منها ما هو سياسي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما يكون لمجرد التسلية والمزاح وأيا كان السبب.
الشائعات مستقبحة شرعا فهي من أعلى درجات الكذب الذي هو كبيرة من الكبائر وما من أحد منا إلا ويعلم أضرارا ترتبت علي ترويج شائعة من الشائعات في زمن من الأزمنة فكثيرا ما سفكت دماء بسبب الشائعات وبخاصة في المجتمعات المحافظة التي يكفي فيها ترويج شائعة صغيرة عن فتاة عفيفة شريفة تكون تحت التراب ثمنا لهذه الشائعة القذرة ممن لا يتقي الله ولا يرعي للأعراض حرمة وبسبب الشائعات اشتبكت عائلات مع أخري عدة عقود راح ضحيتها العشرات من الأنفس البريئة.
بالشائعات تحدث حالات الهرج والمرج لا تعرف من ضد من ولا مع من فتتعطل الأعمال وتخرب الممتلكات الخاصة والعامة، ويسقط الكثير من الناس بين جريح وقتيل.. وخير دليل علي إرباك الناس بالشائعات ما حدث في كثير من أيام ما أطلق عليه الربيع العربي..ما يمر به العالم من أزمات لا يمكن لحاصر أن يحصر كم الشائعات التي زادت من حالة الهلع الذي أصاب الناس خير مثال علي ذلك فشائعات طبية جعلت الناس يخافون من دفن موتي كورونا خشية العدوي وشائعات عن تأثير الصوم سلبا علي المناعة مما يعني خطورة الصوم علي الناس والمطالبة بفتوي تجيز للناس الافطار في رمضان وشائعات بفرض الحظر الكامل جعل الناس يتزاحمون علي المتاجر لشراء الاحتياجات بكميات كبيرة.
ولخطورة الشائعات وتأثيرها علي الفرد والجماعات جاء قول ربنا في كتابه العزيز ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي مافعلتم نادمين ) ولذا كان من النتائج المهمة التي ركز عليها الأزهر المؤتمر رغم معرفة الحكم هو التحذير من الشائعات وذلك لتصحيح سلوك الناس الذي لازال معوجا رغم التحذير الإلهي فكانت النتيجة التالية (الشائعات تمثل خطراً شديدا علي أمن المجتمعات وتنميتها وهي من الجرائم الكبري المنصوص علي تحريمها شرعا وعلي الجهات المعنية ملاحقتها وكشف زيفها وبيان خطرها ووضع العقوبات الرادعة لمروجية.
ونلاحظ أن الأزهر لم يكتف ببيان خطورة الشائعات وإنما بين أن يعيق حركة التنمية ولا يخفي علاقة الشائعات وإنما بين أن يعيق حركة التنمية ولا يخفي علاقة الشائعات بعجلة التنمية فهي تصيب بالإحباط واليأس وتؤثر سلبا علي الروح المعنوية للعاملين وتعطي للأعداء ما يريد وللحديث بقية. .
