في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان، شهدت مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، بحضور فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين والعلماء، يتقدمهم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي ألقى خطابًا عميقًا، حمل رؤية فلسفية ودينية حول مفهوم الإذن الإلهي وأثره في حياة البشر وتاريخ الأمم.

الإذن الإلهي.. محور فلسفي لتفسير الأحداث الكبرى

جاء حديث الدكتور الأزهري ليكشف عن رؤية تتجاوز التفسير التقليدي للأحداث، حيث قدم تأملًا قرآنيًا يبرز كيف أن كل شيء في الكون – من نزول الوحي إلى تحقيق النصر، ومن وقوع المصائب إلى تحقيق الأمن والاستقرار – يتم بإذن الله.

استشهد الأزهري بآيات قرآنية تؤكد أن النصر، الهداية، الرزق، الشفاء، وحتى تحركات التاريخ والسياسة، كلها تجري وفق إذن إلهي سابق. وأشار إلى أن إدراك هذه الحقيقة يساعد الأفراد والمجتمعات على مواجهة الأزمات والتحديات بثبات ويقين، بعيدًا عن الاضطراب والقلق.

وقال في كلمته:
“لا خالق، ولا فاعل، ولا مؤثر، ولا موجد، ولا خافض، ولا رافع، سوى الله.. الإذن الإلهي هو الذي يدبر الأمر.”

لمشاهدة اللقاء بالكامل على هذا الرابط

https://www.facebook.com/share/v/162ouSCSjm/?mibextid=qi2Omg

البعد السياسي والوطني في حديث الإذن الإلهي

لم يقتصر حديث وزير الأوقاف على البعد الروحي، بل امتد إلى أبعاد وطنية وقومية، حيث ربط بين مفهوم الإذن الإلهي وبين عدالة القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن التاريخ قد يشهد احتلالًا طويلًا أو معاناة كبيرة، لكن الإذن الإلهي في النهاية يحفظ الحقوق لأصحابها، تمامًا كما حدث في استرداد القدس بعد 88 عامًا من الاحتلال الصليبي.

وأكد أن المصريين جميعًا يحتشدون خلف القيادة السياسية، في مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وأضاف:
“نحن جميعًا خلف الرئيس السيسي، وهو ليس وحده في هذا الموقف، بل يعبر عن إرادة المصريين وعن موقف عربي وإسلامي متكامل، يستند إلى عدالة القضية وإلى إذن الله بعودة الحقوق لأصحابها.”

الإذن الإلهي في إدارة الحياة والمجتمع

رسالة أخرى حملها حديث الأزهري، وهي أن الإذن الإلهي لا يتعلق فقط بالأحداث الكبرى، بل يشمل إدارة الحياة اليومية والمجتمعات. فقد أشار إلى أن الهداية، والعلم، والمناصب، والقيادة، وحتى بناء الحضارات، كلها لا تتم إلا بإذن من الله، داعيًا إلى التأمل في هذه الحقيقة كأساس للتخطيط والعمل بروح المسؤولية.

وأكد أن هذه الرؤية تتجسد في التاريخ المصري، حيث ظلت مصر عبر العصور بلدًا حافظًا للخير والعطاء، حتى في أحلك الظروف، كما حدث في سنوات القحط أيام سيدنا يوسف عليه السلام، حين بقيت “خزائن الأرض” رغم الأزمة.

دعاء بالشفاء للإمام الأكبر شيخ الأزهر

في ختام كلمته، توجه وزير الأوقاف بالدعاء لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بعد تعرضه لعارض صحي منعه من حضور الاحتفال، داعيًا الله أن يتم عليه الشفاء والعافية.

رؤية تتجاوز اللحظة.. الإذن الإلهي كقانون للحياة

جاء احتفال وزارة الأوقاف هذا العام بليلة القدر مختلفًا، ليس فقط بسبب الأجواء الإيمانية التي غلبت عليه، ولكن لأنه قدم رؤية دينية وفكرية تتجاوز المناسبة، لتؤسس لفهم أعمق لدور الإذن الإلهي في حركة الكون والتاريخ، ولتعزيز قيم الثبات واليقين والعمل وفق سنن الله في الأرض.

لمتابعة تفاصيل الكلمة كاملة، يمكنكم مشاهدة الرابط التالي:
اضغط هنا