أحمد فؤاد يكتب: تكبيرات العيد في الساحات.. مشهد لا يغيب عن الذاكرة

مع طلوع فجر عيد الفطر المبارك، تستعد الساحات والمساجد الكبرى لاستقبال ملايين المصلين الذين يأتون من كل مكان، بقلوب يملؤها الفرح وأرواح تتطلع إلى لحظة الصفاء التي لا تشبه غيرها.
التكبيرات تملأ الأجواء، والابتسامات تعلو الوجوه، فيما تتعانق القلوب قبل الأيدي، في مشهد سنوي يعكس وحدة الأمة وفرحتها بهذا اليوم العظيم.
الساحات تتحول إلى مراكز للبهجة والتواصل
لم تعد صلاة العيد مجرد أداء للشعائر، بل أصبحت احتفالية ينتظرها الجميع، كبارًا وصغارًا، حيث تمتزج الروحانية بالبهجة، ويجد الناس فيها فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية.
فمنذ أيام، تعمل وزارة الأوقاف على تجهيز أكثر من 6000 ساحة بمختلف المحافظات، ليكون كل شيء معدًا لاستقبال جموع المصلين في أجواء منظمة ومريحة.
الوزارة خصصت أماكن للنساء، وزودت الساحات بالمصليات المناسبة، كما كلفت الأئمة والخطباء بإلقاء خطب العيد التي تحمل في مضمونها رسائل المحبة والتسامح وتعزيز القيم الإنسانية، ليكون العيد محطة لتجديد النوايا الصادقة ومد جسور الود بين الناس.
تدابير مشددة لضمان سلامة المصلين
ولأن هذه المناسبة تشهد إقبالًا كثيفًا من المصلين، كان لا بد من اتخاذ تدابير تنظيمية تضمن انسيابية الحركة وسهولة الدخول والخروج من الساحات.
فقد نسقت وزارة الأوقاف مع الجهات التنفيذية والأمنية لتأمين أماكن الصلاة، وتخصيص فرق إشرافية لمتابعة الموقف ميدانيًا والتأكد من التزام الجميع بالضوابط المحددة.
فرحة العيد تبدأ من الصلاة
صلاة العيد ليست مجرد ركعتين، بل هي لحظة شعورية فريدة، تبدأ بتكبيرات تلامس الأرواح، وتنتهي بمصافحات وتهانٍ تعيد دفء العلاقات، وتمنح الجميع طاقة إيجابية تُنير أيامهم القادمة.
وتبرز الأطفال بملابسهم الجديدة يملؤون الساحات، والأسر تجتمع على سجادة صلاة واحدة، والقلوب تتجدد بالحب والخير، في صورة لا تتكرر إلا مرتين في العام، لكنها تبقى محفورة في الذاكرة والوجدان.
ومع انتهاء الصلاة، وانطلاق الناس إلى منازلهم وأماكن احتفالهم، يبقى العيد فرصة حقيقية لممارسة القيم الإنسانية بأبهى صورها، وتظل الساحات شاهدة على لحظات استثنائية، تجمع بين العبادة والفرح، وتؤكد أن العيد ليس مجرد مناسبة، بل حالة من السلام الداخلي والتواصل الإنساني العميق.