📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
مقالات

محمود عبد العظيم يكتب: خميس آخر… وحلم لم يُطفأ بعد

مع كل خميس..

أترك كل شيء خلفي، أغلق هاتفي وأوقف عقارب المواعيد وأقرر أن أنسحب ولو لوهلة، لأجد نفسي جالسًا على الكرسي المعتاد في نادي محافظة الفيوم.

الطاولة ذاتها، الإطلالة الهادئة على الأشجار القديمة، وذات النسمة التي تمرّ خفيفة، كأنها تعتذر عن تأخّرها. لا شيء يتغير سوى داخلي، حيث أعيد تشغيل شريط الأسبوع… صوتًا وصورة وشعورًا.

لا أعلم تحديدًا ما الذي يدفعني إلى تكرار هذا الطقس، لكنني أظنه محاولة بائسة لفهم ما لم يُفهم، أو ربما لأُقنع نفسي أنني ما زلت أمسك بزمام حياتي.

في الحقيقة، لا أملّ من تلك الأمنية القديمة:
أن أخلع عني كل عباءات المسؤولية…
كم تبدو خفيفة الحياة حين تتحرر من تلك الأثقال التي تكبّل القلب وتُعطّل الروح. كم هي لحظة سعيدة حين لا تُسأل، ولا تُحاسب، ولا تُطالب بأن تكون نسخة مثالية من شخص لا يشبهك.

لكني أتساءل: حتى وإن تحررنا، ماذا بعد؟
ماذا بعد تحقيق الأهداف التي كتبناها بحماس على أوراق كرّاستنا؟
هل نصل؟
أم نكتشف في نهاية المطاف أننا نُعدّ خططًا لرحلات لم نعزم يومًا على خوضها؟
بل لعلنا نُخطط فقط لليوم الذي نرحل فيه، حين نضع رؤوسنا على الوسادة الأخيرة ونقول: “كفى.”

تخطر في بالي دائمًا حياة أخرى… صورة لم أملّ رسمها في خيالي:
أنا مزارع، بسيط، في أرض صغيرة تفيض بالخُضرة والسكينة.
لي بهائم أعتني بها، لا تُجيد الجدل ولا تعرف الحقد،
أنام باكرًا، وأصحو مع الفجر، لا أحد ينتظر مني قرارًا، لا أحد يُجبرني على الابتسام، لا رسائل يجب أن أرد عليها، ولا أصوات أقاومها في رأسي.

ياليتني كنت هناك.
حيث الحياة تشبه قلوبنا حين كانت طيّبة، تشبه اختياراتنا حين كانت صافية وسهلة.
أريد فقط بعض السلام… ليس كثيرًا. فقط ليلة هذا الخميس، دون وجع، دون أسئلة، دون صراخ داخلي يطلب أكثر مما أستطيع.

دعوني أتنفّس ببطء، أحتسي كوبًا من الشاي دون أن أُقاطع، أنظر إلى النجوم دون أن أسأل عن الغد،
وأهمس بيني وبين نفسي:
“لعلّي أُرزق بهذا السلام يومًا… أو على الأقل، هذه الليلة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights