الرئيسيةعرب-وعالم

غزة تحت القصف والمفاوضات في مهب الريح.. ماذا يحدث بالقطاع؟

تقرير: محمد السنهوري

شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي اليوم- الجمعة- سلسلة غارات جوية عنيفة خلال الـ24 ساعة الماضية، استهدفت نحو 40 موقعًا في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفق ما أعلنه المتحدث باسم جيش الاحتلال ونقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.

وأوضح المتحدث أن الغارات ركزت على ما وصفها بـ”مواقع عسكرية” تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك منشآت ومخازن أسلحة، مع التركيز على أهداف في مدينة رفح جنوب القطاع، التي شهدت عمليات مركزة زُعم أنها أسفرت عن تدمير بنى تحتية للفصائل المسلحة.

وفي شمال غزة، قال جيش الاحتلال إنه استهدف مخازن أسلحة ومجموعات مسلحة، في إطار ما يصفه بـ”ضرب القدرات القتالية للمقاومة”.

احتمال رفض حماس

صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأن الجيش الإسرائيلي كان مستعدًا سلفًا لاحتمال رفض حركة حماس للمقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء بشأن التهدئة. وقال المسؤول إن “الخطط العسكرية جاهزة للتنفيذ”، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا واسعًا عبر الجو والبر والبحر.

وأضاف أن رفض حماس “لن يمر دون ثمن”، وسينعكس سلبًا على الحركة وقادتها، مؤكّدًا أن “إسرائيل لن تتراجع عن أهدافها الاستراتيجية في قطاع غزة”.

حماس: أوفينا بالتزاماتنا

مقابل موقف الاحتلال، رد رئيس حركة حماس خليل الحية، الذي أكد في بيان رسمي أن الحركة أبدت مرونة كبيرة في المفاوضات التي استمرت لأكثر من عام ونصف، ووافقت على المقترح الأخير المقدم من الوسطاء.

وقال الحية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصرّ على مواصلة الحرب لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، وليس لأسباب أمنية حقيقية، مضيفًا: “أوفينا بكل التزاماتنا، ولكن الاحتلال يراوغ”.

المشهد الميداني 

تصعيد جديد يأتي في وقتٍ يواصل فيه الاحتلال عملياته العسكرية في القطاع، وسط وضع إنساني متدهور. وقد خلّفت الغارات الأخيرة دمارًا واسعًا في البنية التحتية، في ظل استمرار استهداف المناطق السكنية، خصوصًا في الجنوب حيث تتكدس أعداد كبيرة من النازحين.

وفي ظل تعثر جهود التهدئة وتصاعد العمليات الميدانية، يُخشى من انفجار الوضع بشكل أوسع، خاصة مع التصريحات الإسرائيلية التي تنذر بتكثيف الهجمات، وردود فصائل المقاومة التي قد تتخذ منحى تصعيديًا دفاعًا عن السكان المدنيين.

خلاصة المشهد

بينما تتعثر مفاوضات التهدئة وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة، تتفاقم معاناة سكان قطاع غزة، وسط غياب أفق سياسي واضح، ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التصعيد، في وقت تُطرح فيه تساؤلات جدية حول فرص الوصول إلى هدنة حقيقية تضع حدًا للدمار والنزيف الإنساني في القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights