تقارير-و-تحقيقات

دعاء الرياح: سنة نبوية نغفل عنها وقت الشدة

ركعتان في وجه العاصفة: سنة منسية تعيد الطمأنينة

الريح تعصف، والأبواب تُغلق، والنوافذ تُحكم، ولكن هل نغلق معها قلوبنا عن الدعاء؟

في حين ما يراه الناس من اضطراب في الجو، يرى النبي صلى الله عليه وسلم فرصة للتقرب من الله، وتذكيرًا بقدرته، ودعوة إلى التضرع بين يديه، هكذا علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نواجه تقلبات الطبيعة بالإيمان لا بالذعر .

الرسول في لحظة العاصفة: خوف على الأمة لا على النفس

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا هبّت الريح يصيح أو يختبئ، بل كان يقف خاشعًا، يدعو ربّه بهذه الكلمات الخالدة:
«اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ».

سنة قلّ من يحييها… لكنها كنز عند الاضطراب

هذا الدعاء ليس فقط وقاية من ضرر الريح، بل هو تربية قلبية على أن يربط الإنسان كل ما في الكون بالله، لا بقوانين الطبيعة وحدها. إنه درس في التوكل، واليقين، والخضوع.

الدعاء لا ينفي الأسباب… بل يُتممها

قد نتابع نشرات الطقس، ونتخذ احتياطات الأمان، وهذا مطلوب، لكن الهدي النبوي يعلّمنا أن الدعاء هو أول خط دفاع وأقوى سلاح.
فإذا سكنت الريح، فبفضل الله، وإن اشتدت، فبحكمةٍ من عنده، وكل الأمر له.

بين الرياح والريح: فارق له معنى

ليس عبثًا أن جاءت كلمة “الرياح” في دعاء النبي؛ فهي في الغالب بشارة ورحمة، على عكس “الريح” المفردة التي ارتبطت بالعقوبة.
اختيار النبي للكلمات يحمل دقة المعنى وعمق الرجاء.

إحياء سنة، وبناء يقين

كم من الناس يقفون اليوم خائفين من ظواهر الطبيعة، ولو علموا بهذا الدعاء، وبهذه السنة، لوجدوا فيها راحة تفوق كل أدوات السلامة.
إنها دعوة لإحياء هذه السنن، في بيوتنا، وأبنائنا، وصفحاتنا، ومجتمعاتنا.

فالريح ستأتي وتمضي… لكن القلوب المؤمنة تبقى ثابتة، مطمئنة، بدعاء علّمه لنا من لا ينطق عن الهوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى