الرئيسيةعرب-وعالم

إفراج حماس عن الجندي الأمريكي يفجر أزمة سياسية داخل إسرائيل

أثار إعلان حركة حماس، مساء الأحد، التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية يقضي بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، حالة من الجدل الحاد والانقسامات السياسية داخل إسرائيل، وسط انتقادات لاذعة لحكومة بنيامين نتنياهو.

ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، من المقرر الإفراج عن ألكسندر ظهر الثلاثاء، بموجب مبادرة أمريكية غير مسبوقة، أدت إلى تعليق مؤقت للهجمات العسكرية الإسرائيلية وتحليق الطائرات المسيّرة في أجواء غزة، لتأمين عملية الإفراج.

اتفاق بدون علم إسرائيل

موقع “والا” العبري نقل أن وقف القتال قد يستمر لما بعد الإفراج، تمهيدًا لمرحلة تفاوضية جديدة.

بينما ذكرت القناة 13 العبرية أن الاتفاق جرى بين واشنطن وحماس دون إشراك إسرائيل، التي أُبلغت فقط بعد الانتهاء من تفاصيل الصفقة.

هذا التجاهل أثار غضبًا سياسيًا واسعًا، حيث وصفه معارضو نتنياهو بـ”الإهانة الدبلوماسية”، فيما قال الصحفي باراك رافيد إن ما حدث “فشل ذريع” للحكومة الإسرائيلية، مقابل “إنجاز كبير” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص للمنطقة جيسون ويتكوف.

احتجاجات من عائلات الأسرى

عقب الإعلان، اندلعت احتجاجات من ذوي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. وهاجمت “عيناف تسنغاوكر”، والدة الجندي متان تسنغاوكر، رئيس الوزراء قائلة: “نتنياهو قرر قتل ابني وتحول إلى ملاك الموت”.

أما والد الأسير نمرود كوهين، فقال إن “الصفقة وجهت صفعة مدوية كشفت أن الحكومة تخلّت عن أبنائنا لأغراض سياسية”.

منتدى “الأمل”، الذي يضم عائلات الأسرى، اعتبر أن الصفقة تعكس “اتجاها مقلقًا نحو حلول جزئية”، معبرًا عن قلقه من أن تتحول المبادرة إلى “سيناريو مكرر” يعزل بعض الأسرى عن أية تسوية شاملة.

تحذيرات من التبعية لواشنطن

على الصعيد السياسي، شن عدد من القادة الإسرائيليين هجومًا على أداء الحكومة، إذ وصف كل من يائير لابيد وغادي آيزنكوت سلوكها بأنه “يفتقر للقيادة” و”يفشل في حماية مواطنيه”.

بدوره، قال رئيس حزب “الديمقراطيين”، يائير غولان، إن “نتنياهو تخلى فعليًا عن مواطنيه لصالح قوى أجنبية”، داعيًا إلى الإسراع في التوصل إلى صفقة شاملة تعيد جميع الأسرى.

أما الوزير آفي ديختر، فقد عبّر عن رفضه لما اعتبره خضوعًا للإملاءات الأمريكية، قائلاً: “إسرائيل ليست النجمة رقم 51 على العلم الأمريكي”، مؤكدًا أن “أهداف الحرب لم تتغير”، وأن العمليات العسكرية ستتواصل رغم الضغوط المتزايدة من واشنطن.

تمهيد لهدنة محتملة

ووفق القناة 12 العبرية، تتضمن صفقة الإفراج عن ألكسندر أيضًا فتح المعابر وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مع احتمال بدء مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار طويل الأمد.

كما أشارت مصادر أمريكية إلى أن نجاح الصفقة قد يدفع ترامب لزيارة إسرائيل في وقت قريب، قبل زيارته المرتقبة إلى السعودية.

كما كشفت القناة أن جيش الاحتلال أبلغ قواته في غزة بالبدء في تنفيذ وقف إطلاق النار ظهر الثلاثاء، تزامنًا مع تنفيذ الصفقة. وتُبذل في الوقت ذاته جهود أمريكية للإفراج عن جثامين أربعة مواطنين أمريكيين يُعتقد أنهم قُتلوا خلال الحرب في غزة.

وفي خضم هذه التطورات، دعا منتدى عائلات الأسرى إلى اعتبار هذه الخطوة مقدمة لصفقة شاملة تعيد جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، فيما عبّرت عائلات مثل عائلة بيرمان عن شعورها بالتجاهل، متسائلة عن مصير أحبائها الذين لم تشملهم الصفقة الحالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights