كشفت القناة 12 العبرية عن أن الحكومة الإسرائيلية عرضت تقديم ملايين الدولارات كمساعدات مالية للدول التي توافق على نقل سفاراتها إلى مدينة القدس.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية إسرائيلية واضحة تهدف إلى تكريس القدس عاصمة موحدة لها، ورفض أي تقسيم مستقبلي للمدينة، رغم الاعتراض الدولي.
اقرأ أيضًا:: نتنياهو: القدس عاصمتنا الأبدية وحرب غزة “حرب القيامة”
ووفقاً للتقرير، تشمل هذه الحوافز المساعدات المالية للمساهمة في تمويل نقل السفارات أو بنائها داخل المدينة، في محاولة لاستمالة المزيد من الدول للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على كامل القدس.
إلا أن معظم دول العالم، بما في ذلك حلفاء رئيسيون لإسرائيل، ترفض نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، نظراً لاعتبارها القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ووفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
في المقابل، جاء الرد الدولي سريعاً، حيث أعلن رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال مؤتمر دولي سيعقد الشهر المقبل بمقر الأمم المتحدة، برئاسة فرنسية-سعودية مشتركة.
وأكد أبيلا أن الاعتراف بدولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل هو موقف أخلاقي في مواجهة مأساة الحرب المتصاعدة في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص، بينهم آلاف الأطفال.
خطوة مالطا تأتي في أعقاب اعتراف مماثل من قبل إسبانيا، النرويج، أيرلندا، سلوفينيا، وأرمينيا، لترتفع بذلك حصيلة الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
ويشير مراقبون إلى أن المساعي الإسرائيلية الأخيرة، التي تعتمد على الإغراءات المالية والسياسية لتوسيع السيطرة على القدس، تصطدم بحائط من الرفض الدولي، لا سيما في ظل تنامي موجة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين.
ويرى محللون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تصاعد الضغوط على إسرائيل، خاصة إذا ما اقترنت بمواقف عربية أكثر صرامة حيال ملف القدس، الذي يشكل جوهر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
