أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، أن القدس ستظل “عاصمة أبدية” لإسرائيل، وأن الحرب الدائرة ليست إلا “حرب القيامة” كما وصفها.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع لمجلس الوزراء عقد في بلدة سلوان جنوب أسوار البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، إن “القدس قلب الأمة ومثل القلب في الجسد، غير قابلة للقسمة”، مؤكداً أن “سنحافظ على توحيد القدس كاملة تحت السيادة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن إسرائيل “تستثمر أموالاً هائلة في بناء القدس وتطويرها”، مضيفًا: “إذا تنازلنا عن القدس، سنواجه مجزرة أكبر بأضعاف مما حدث في السابع من أكتوبر”.
استفزازات وتصعيد على الأرض
وجاءت تصريحات نتنياهو في الوقت الذي شهدت فيه مدينة القدس، خصوصاً البلدة القديمة، توتراً غير مسبوق مع تنظيم “مسيرة الأعلام” الاستفزازية التي شارك فيها آلاف المستوطنين، يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي اقتحم باحات المسجد الأقصى برفقة زوجته وعدد من وزراء ونواب حزبه اليميني المتطرف “قوة يهودية”، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
واستباح المستوطنين ساحة باب العامود، رافعين لافتات كتب عليها “غزة في أيدينا”، مرددين شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين، بينما أغلق تجار البلدة القديمة أبواب محلاتهم احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة.
حرب القيامة
وواصل نتنياهو خطابه بنبرة تصعيدية قائلاً: “أعداؤنا أطلقوا على هذه الحرب طوفان الأقصى، واليوم يدركون حجم هذا الطوفان والخراب الذي حل بهم”.
وأضاف: “هذه حرب القيامة، وسننتصر فيها مهما كان الثمن”.
وأكد أن حكومته ستصدق على سلسلة قرارات تهدف إلى “رفعة وتطوير القدس بجميع أجزائها، انطلاقاً من حقنا التاريخي فيها”، مشيراً إلى استمرار الجهود لنقل المزيد من السفارات الأجنبية إلى القدس اعترافاً بها عاصمة لإسرائيل.
الموقف الدولي
في المقابل، ترفض الغالبية العظمى من المجتمع الدولي الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967، وتعتبرها أرضاً محتلة يجب أن تكون جزءاً من دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
كما حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مراراً من خطورة الإجراءات الأحادية الإسرائيلية، بما في ذلك اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، ووصفتها بأنها استفزازات قد تؤدي إلى تصعيد خطير.
توتر متصاعد
وتزامن إعلان نتنياهو مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى، وأثارت موجة إدانات دولية واسعة.
كما تزايدت الدعوات الفلسطينية والدولية لوقف “حرب الإبادة الجماعية” ضد سكان غزة، الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية في ظل الحصار المستمر.
إعلان نتنياهو حول “أبدية القدس” وتصريحاته النارية حول “حرب القيامة” يؤشران إلى استمرار إسرائيل في تحدي الإجماع الدولي، ومواصلة التصعيد في القدس وغزة، مما ينذر بمزيد من العنف وتفاقم الأزمة في المنطقة.
