
بينما وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”النجاح العسكري الباهر”. كشفت صور أقمار صناعية وتحليلات خبراء أن الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد ،ربما لم تحقق التدمير الكامل الذي روّجت له واشنطن وتل أبيب.
ففي أعقاب الضربات التي طالت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، أصدرت شركة “ماكسار تكنولوجيز” الدفاعية الأمريكية صورًا التُقطت يومي الخميس والجمعة (20-21 يونيو). أظهرت “نشاطًا ملحوظًا للشاحنات والمركبات” قرب مدخل منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض. في مؤشر على استعدادات إيرانية مسبقة لإخلاء الموقع.

منشأة تحت الجبل
منشأة فوردو، الواقعة على عمق 300 قدم تحت جبل جنوب طهران. تعد من أكثر المواقع تحصينًا في إيران، وتخضع لحماية متعددة الطبقات من الخرسانة والتضاريس الجبلية.
وهو ما جعل بعض الخبراء، وفق ما نقلته صحيفة الإيكونوميست. يشككون في قدرة القنابل الأمريكية حتى الخارقة للتحصينات على تدميرها كليًا. مشيرين إلى أن مثل هذه المنشآت لا تُدمّر إلا بـ”أسلحة نووية أو تفجيرات عبر قوات برية”.
تضارب في التصريحات
ورغم إعلان ترامب “تدمير منشآت التخصيب بالكامل”، إلا أن تصريحات رسمية أمريكية بدت أكثر تحفظًا.
فقد صرّح نائب الرئيس جي دي فانس أن الضربات “أخّرت بشكل كبير قدرة إيران على صنع سلاح نووي”. لكنه أقر صراحة بأن الولايات المتحدة “لا تستطيع الجزم بتدمير كافة منشآت البنية التحتية النووية الإيرانية بنسبة 100%”.
وفي طهران، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن المنشآت الثلاث تم إخلاؤها مسبقًا. في حين أكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، أن اليورانيوم المخصب الذي تحوزه بلاده “تم نقله وهو في أماكن آمنة”. في خطوة تعزز من فرضية الاستعداد الإيراني المسبق للهجوم.
رد طهران وتحفظ دبلوماسي
وفي أول رد دبلوماسي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “الولايات المتحدة خانت الدبلوماسية”، مشددًا على أن بلاده ستتخذ “كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها ومصالحها الوطنية”.
وأضاف: “باب الحوار يجب أن يظل مفتوحًا دائمًا، لكن الآن ليس الوقت المناسب”.