مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: نتيجة الثانوية بين القبول والرفض

كيف كان العام الدراسي هذا العام في المدارس؟ هل الدرجات والنسب المئوية التي تم الإعلان عنها للطلبة حقيقية؟ وكيف يكون لمادة غير مضافة للمجموع الكلي أن تكون مادة نجاح ورسوب؟ ومن المسئول عن هذه التجاوزات الفجة؟

لقد انتهى ماراثون الثانوية العامة منذ أيام، وتم الإعلان الرسمي عن النتائج، فهناك من سعد بها، وهناك أيضًا من سخط عليها، فالنتيجة بشكل عام غير عادلة بالمرة، خاصة بعد انتشار عملية الغش الممنهجة داخل اللجان، سواء كان بالسماعات، أو الغش الجماعي في اللجان، ولا أقول أنه تساوى من غش، مع من تعب، وسهر الليالي في المذاكرة، وخارت قواه في الدروس الخصوصية، بل أقول

بكل أسف؛ تفوق من غش على من ذاكر وتعب، مما أدى إلى حدوث بعض حالات الانتحار غضبًا من النسبة المئوية التي حصلت عليها، والتي وجدتها غير عادلة، بل وظالمة، وكأن لسان حالها يقول: كيف لي أن أحصل على هذه الدرجات؟ وكأن هناك من يتربص بورق الإجابات للطلبة، أو في عمليات رصد الدرجات، أو المقابل المادي لمن في الكنترول، وهذا شيء سمعناه ولكن لم نتأكد منه.

هذا العام الدراسي المنصرم

يحتم على الوزارة كلها، وعلى رأسها سيادة الوزير، أن يقفوا وقفة جادة، ويعيدوا تفعيل نسبة الحضور لكل من المدرس والطالب، حتى نقلل من مافيا الدروس الخصوصية التي أرهقت كاهل الناس، فمن منهم من يضطر للاشتراك في جمعية، حتى يستطيع أن يسدد المصروفات المطلوبة من الطالب في السنتر، ويا ليت بعد كل هذا يجني ما يريد، بل جنى تعبه غيره الذي غش، والله شيء يحزن بالفعل، وهذا الحزن المتسبب فيه، الوزير والمنظومة كلها.

فالدرجات المعلنة بعضها حقيقي، والآخر للأسف غير حقيقي، وهذا علمناه من الطلبة أنفسهم، فهناك من حصل على نسبة مئوية 94% ليفاجأ بعد ذلك بأن هذه النسبة قد تبدلت وأصبحت 64%، هل هذا يعقل يا سيادة الوزير؟ من المسئول عن هذه الهرتلة وهذا الهراء؟ ماذا يعني وجود نسبتين لطالب في آن واحد؟ أهي فوازير الوزارة؟ أم ماذا؟ نريد التوضيح رجاء، وهناك لجنة كاملة نسب الطلبة كلهم فيها فوق 90%، هل تريد أن تفهمنا أن كل طلبة هذه اللجنة عباقرة؟ أم هم فشلة كسابقيهم من قبل؟ والذي ظهر فشلهم في اختبار حقيقي في عامهم الأول في كلية الطب، عندما رسبوا جميعًا، وبالأرقام حسب المصدر وهو الدكتور “جمال شعبان” أستاذ أمراض القلب، والذي صرح في تصريح له قائلًا: إن هناك رسوباً جماعياً لطلاب كلية الطب بجامعات مصر، ففي كلية طب قنا كانت نسبة النجاح في الفرقة الأولى هي 20%، وكانت النتيجة كالآتي؛ رسوب 366 طالبًا، وعدد الناجحين لا يتعدى 52 طالبًا، كذلك طب أسيوط رسب 720 طالبًا من إجمالي 1200 طالب، وطب أسنان أسيوط نسبة النجاح 40%، جامعة ميريت الخاصة نسبة النجاح 7.5%، هل هذا يُعقل؟ إلى أين تأخذنا وزارة التربية والتعليم؟!

والنتيجة للأسف خروج جيل من الأطباء لا يفقه في الطب شيئًا، نذهب لهم في عياداتهم الخاصة، ليقوموا بتشخيص المرض، ويكتبوا لنا العلاج، واحنا وحظنا! إما أن ننجو، وإما تسوء حالتنا أكثر، وإما نموت، حتى نستريح من هذه الفوضى العارمة، أفيقوا يرحمكم الله قبل أن تجدوا الشعب كله نصفه صاحي ميت، والآخر مات بعلته.

ومن المفارقات العجيبة هذا العام في النظام الجديد الذي سيقضي على آمال الطلبة وأولياء الأمور أيضًا؛ هو وجود مواد غير مضافة للمجموع فيها نجاح ورسوب، كيف هذا؟ أقنعنا سيادتكم كيف لشيء غير مستفاد منه ولا بربع درجة يجعلتي أعيد سنة كاملة، هل هذا عدل؟ هل أنت مقتنع بهذا معاليك؟ مادة التربية الدينية، والتربية الرياضية، والتربية الفنية، والتربية الموسيقية، يجعلوا الطالب راسبًا ويعيد السنة لو كان الرسوب في ثلاث مواد منهم، حتى ولو كان الطالب حاصلًا على 95%، ما لكم كيف تحكمون؟

أتمنى إعادة النظر في هذه المنظومة التعليمية التي باتت

وجعًا، وحسرة في كل بيت مصري، رحمة بأولياء الأمور الذين أنفقوا كل ما لديهم، وصرفوا دم قلوبهم على أبنائهم للخروج من دائرة الثانوية العامة، وكأن الثانوية العامة أصبحت بالفعل شبح موتٍ، يهدد حياة كل طالبٍ يسعى لتحقيق آماله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights