محافظ البنك المركزي: الاقتصاد المصري يسير في الاتجاه الصحيح عبر تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة

قال محافظ البنك المركزي حسن عبد الله، إن مصر استطاعت خلال عام واحد تحقيق تحولات اقتصادية كبيرة رغم التحديات العالمية، حيث إن القرارات الحكيمة والدعم من شركاء دوليين وإقليميين، مثل دول الخليج وصندوق النقد العربي والدولي، كان لها دورها الحاسم في تحقيق هذه النجاحات.
جاء ذلك خلال كلمة المحافظ اليوم الاثنين في منتدى المالية العامة للدول العربية، الذي يعقد في دبي بنسخته التاسعة، وينظم بالتعاون بين صندوق النقد العربي وصندوق النقد الدولي ووزارة المالية في الإمارات،
وقارن محافظ البنك المركزي الوضع الاقتصادي الحالي بما كان عليه قبل عام، حيث وصف مصر آنذاك بأنها «كرسي بثلاث أرجل فقط»، في إشارة إلى الهشاشة الاقتصادية التي واجهتها البلاد، موضحا أن مصر نجحت في القضاء على التراكمات المالية السلبية التي كانت تبلغ مليارات الدولارات، وارتفع احتياطيات النقد الأجنبي من 33 إلى 47 مليار دولار.
أحد أبرز التحديات التي واجهتها مصر كانت أسواق الصرف غير الرسمية (الأسواق الموازية)، حسب عبد الله، الذي أكد أن السوق الرسمية أصبحت اليوم أكثر استقرارا ووضوحا، ما عزز الثقة في النظام المالي وأتاح مرونة أكبر في التعاملات النقدية.
وأضاف: الدين الخارجي لمصر شهد تحولات متباينة، حيث ارتفع من 158 إلى 168 مليار دولار، وهذه الزيادة تُدار بآليات تضمن عدم تفاقم الأعباء المالية، مشيرا إلى أن مصر، مثل بقية دول العالم، واجهت تحديات اقتصادية معقدة، إلى جانب خسارة سنوية تقدر بنحو 6 مليارات دولار من مصادر الدخل.
وكشف محافظ البنك المركزي أن التضخم كان أكبر مصدر قلق للبنك المركزي خلال الفترة الماضية، حيث وصل إلى ذروته قبل أن يبدأ في التراجع إلى 14%، مع توقعات بانخفاضه إلى 10% خلال العام الجاري، موضحا أن مصر تعمل على استعادة الاستقرار النقدي ومعالجة جذور التضخم بشكل مستدام.
وشدد على أن استعادة الثقة في سوق الصرف ومعركة السيطرة على التضخم تحتاج إلى وقت وصبر، مؤكدا أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح عبر تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة واستراتيجيات مالية متوازنة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي وتحقيق نمو مستدام.