📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

قيسارية أسيوط.. السوق الأشهر في الصعيد

البداية كانت مع العصر العثماني، حيث كانت قيسارية أسيوط« السوق الأشهر »في الصعيد، وكانت تمثل ملتقى التجارة بين مصر والسودان، وما زالت تلك البداية حاضرة بين جنبات السوق، الذي يضم 3 وكالات تجارية (الطفي، وثابت، وشلبي)، وتنطق نقوشه العثمانية بحضارة قديمة أصداؤها حية في القلوب، داخل السوق، الذي تستقبلك روائح عطوره وعطارته المختلطة ببعضها البن المحوج ، والبخور والبهارات، تلحظ احتواءه على كل شيء كما يقول المثل الشعبي من« الإبرة للصاروخ» ، فمرور السنوات لم يزد السوق إلا عراقة بينما أهله تمسكوا به، وتوارث كل منهم تجارته من الأجداد إلى الأحفاد، حيث يوفد إليه الراغبين الجميع، تجار وزبائن من مراكز وقرى أسيوط كافة، حيث يمكنهم شراء الخضر والفاكهة والملابس والأدوات المنزلية وقطع الأثاث.

يقول عبد المنعم عبد العظيم، الباحث الأثري ومدير دراسات تراث الصعيد ، إن قيسارية أسيوط هي الأقدم بعد خان الخليلي، حيث كانت بداية لدرب الأربعين الذي يصل إلى إقليمي دافور وكردفان بمدينة أسوان، موضحًا أن القيسارية لفظ يطلق على الأسواق المسقوفة، أي التي تسقف بالقواصر، وتوجد في معظم المدن المصرية.

وتضم الوكالات الثلاث التي تحويها قيسارية أسيوط، تنقسم إلى أقسام متعددة، كما يوضح عبد العظيم، منها: قيسارية الخياطين، وقيسارية سوق اللحم، وسوق الحمام، وقيسارية المنجدين، وتكون الوكالة عادة عبارة عن بناء من طابقين، تم تشييدهم على الطراز العثماني، الأول جزء منه مخصص للدواب، واخر غرف تخزين للبضائع، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن حجرات لإقامة التجار، القادمين من أماكن بعيدة، وعقد الصفقات التجارية، وإلى جانب تلك الوكالات تحوي القيسارية الأسيوطية مسجد سيدي جلال السيوطي ، الذي كان يدعي مسجد الحمصي ، نسبة إلي تاجر من حمص وسوريا.

أيضًا تصميمها وحكايات التاريخ توحي بحركة تجارية واسعة النشاط لم تر هدوء، ولكن الحديث مع تجار القيسارية الحاليين يشير إلى أن الوضع لم يعد كما كان ، وعلى الرغم من الزحام، وحركة السير المستمرة داخل السوق، إلا أن صاحب أحد محلات الملابس يقول:« دي زحمة على الفاضي، ومفيش بيع ولا شراء، حتى في الأعياد ورمضان» ، حيث يعرف أن قيسارية أسيوط ملجأ الأهالي الفقير قبل الغني لشراء حاجتهم، خاصة مع قرب الأعياد والمواسم الدينية والإجتماعية.

وإلى جانب ما اعتبره الباعة سوء الحالة الاقتصادية للمواطنين، كان هناك الباعة الجائلين المنتشرين على أطراف السوق، وفي أنحاء المدينة، والذين يعتقد باعة القيسارية ان لهم أثر كبير على رواج تجارتهم، فيقول باسم نظمي : صاحب محل مفروشات الباعة الجائلين خاربين الدنيا عندنا، ده غير المعرض اللي بقاله أربع سنين مش بيقفل، مع إنه المفروض له مدة محددة.

ومن منظوري الشخصي أري وإن كان التجار يشعرون بالحوجة وقلة الدخل، فهم جميعًا في القيسارية يشكلون مجتمعًا خاصًا يحتفل فيه المسيحي مع المسلم في كافة المناسبات وبشهر رمضان خاصةً، حيث يجتمعون على مائدة إفطار واحدة، خلال الشهر الكريم، وكل منهم يحمل الفطار الذي أعدته زوجته ليطعم بقية أصدقائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights