في مستهل زيارته إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، التقى فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، برئيس أذربيجان، إلهام علييف، وذلك في إطار مشاركته في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29). جاءت هذه الزيارة في وقت يشهد فيه العالم تحولات مناخية وسياسية كبيرة، وحملت أبعادًا رمزية وسياسية تهدف إلى دعم التعاون الدولي حول عدة قضايا محورية.
مشاركة الأزهر في COP29 والاحتفاء الأذربيجاني
أشاد شيخ الأزهر بحسن تنظيم المؤتمر وفعاليات القمة العالمية لزعماء الأديان من أجل المناخ، مؤكدًا أن هذه المبادرات تعكس إدراكاً عميقاً من أذربيجان بأهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات العالمية، وعلى رأسها أزمة التغير المناخي.
كما أعرب الإمام الأكبر عن تقديره للجهود المبذولة لتعزيز الوعي المناخي وتوحيد جهود الدول المشاركة لمواجهة تهديدات تغير المناخ، الذي يُعد من أخطر التحديات التي تهدد البشرية جمعاء.
وأضاف شيخ الأزهر أن زيارته تتزامن مع إعلان مدينة شوشة عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2024، وهي خطوة تعزز الجهود نحو استعادة المكانة الإسلامية على الساحة العالمية، وتشجع على الاستفادة من الإرث الثقافي الإسلامي لإطلاق نهضة شاملة.
كما أشار إلى أن العمل على وحدة الأمة الإسلامية والتضامن بين الدول الإسلامية يمثلان الأساس للرقي والتقدم، مستشهداً بآيات قرآنية تدعو إلى وحدة الصف والتكامل.
التعاون الأزهري-الأذربيجاني
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، أكد الإمام الأكبر استعداد الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لتعميق التعاون مع أذربيجان في تحقيق الأهداف المشتركة، مشيرًا إلى أهمية العمل مع إدارة مسلمي القوقاز لتحقيق مصالح المسلمين في المنطقة ودعم قضاياهم.
عبر الرئيس الأذربيجاني عن شكره وتقديره لشيخ الأزهر على قبوله الدعوة، مؤكداً على أهمية الدور الذي يضطلع به الأزهر في نشر قيم السلام والتسامح.
أوضح علييف أن وجود شيخ الأزهر في أذربيجان هو تشريف كبير للبلاد ويعكس رغبة أذربيجان في تعزيز التعاون بين القيادات الدينية والسياسية على المستوى الدولي من أجل رفع الوعي بخطورة تغير المناخ.
كما استذكر الرئيس الأذربيجاني زيارته السابقة لمصر والأزهر الشريف، مشيدًا بالعلاقات الوثيقة التي تربط أذربيجان بالأزهر وبدور مجلس حكماء المسلمين في التقريب بين مدارس الفكر الإسلامي المختلفة، لافتاً إلى أهمية الجهود الرامية إلى تحقيق الوحدة الإسلامية والتقارب بين الشعوب الإسلامية.
مؤتمر البحرين للحوار الإسلامى
في خضم اللقاء، تناول الطرفان مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي المرتقب، حيث أكد الإمام الأكبر على أهمية هذا الحدث بوصفه منصةً للحوار والتفاهم بين مختلف المدارس الفكرية الإسلامية، وخاصة بين السنة والشيعة، للخروج برؤية موحدة للقضايا الراهنة والتحديات المعاصرة. ورحب الرئيس الأذربيجاني بهذه المبادرة، مشيرًا إلى أن أذربيجان ستشارك بقوة في المؤتمر، باعتباره خطوة مهمة نحو تعزيز وحدة الأمة وتماسكها، مشدداً على أن التنسيق بين الدول الإسلامية هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم والازدهار.
أزمة المناخ: دعوة أذربيجانية لمشاركة الزعماء الدينيين
وحول مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر COP29، أعرب الرئيس الأذربيجاني عن سعادته بتشريف الإمام الأكبر للحدث، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تجسد حرص أذربيجان على إشراك الزعماء الدينيين في قضايا المناخ العالمية إلى جانب صناع القرار السياسي. وأكد الرئيس علييف أن أذربيجان تعمل جاهدة على تحقيق توافق دولي للتصدي لأزمة المناخ، مشيداً بمبادرة “جناح الأديان” التي أطلقها مجلس حكماء المسلمين في هذا الإطار، والتي تهدف إلى نشر الوعي الديني حول القضايا المناخية وحشد الدعم الشعبي لحماية البيئة.
موقف موحد لدعم فلسطين ولبنان
في سياق اللقاء، أعرب شيخ الأزهر والرئيس الأذربيجاني عن دعمهما للجهود الدولية لوقف العدوان على غزة ولبنان، وأكدا على أهمية توجيه الضغط الدولي نحو توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين العالقين في قطاع غزة.
شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الأمم المتحدة المخصصة لغوث اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدين أن إضعاف هذه المؤسسات من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في المخيمات الفلسطينية، حيث سقط أكثر من 40 ألف ضحية من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح نحو مليوني شخص من ديارهم.
