المجوس ودورهم الخفي في العالم!
بقلم: محمد كامل العيادي
لقد تحدثت في المقال السابق عن ألاعيب الرافضة، وكيف ساعدهم أهل السنة في إنجاح مخططاتهم، وعن الثورة الإيرانية التي ألبسوها رداء الإسلام، بتسميتها الثورة الإسلامية، لكسب ود المسلمين في العالم، وتمرير معتقداتهم الفاسدة، وكيف استطاع الأمريكان السيطرة على إيران أثناء تولي بهلوي مقاليد الحكم، وبعد الانقلاب عليه والمجيء بالخميني، وكيفية ظهور أمريكا وهي ترتدي رداء المُخَلص، واليوم المقال الثاني نتحدث فيه عن إيران قبل الإسلام.
معروف أن بلاد فارس هي الاسم القديم لإيران، وأصولها تعود إلى من هاجر إليها عام 1500 قبل الميلاد، من القبائل القوقازية والذين استطاعوا أن يتقنوا اللغة الفارسية، والنجاح في الانخراط في الشعب الفارسي، ليظل اسم الفارسية حتى عام 1935م، حتى قام بتغييره ” محمد رضا بهلوي” لاسم إيران وهو الاسم الحالي لها، كلمة إيران هي كلمة مشتقة من كلمة ” آري” نسبة” للآريين” الذين وصلوا للجهة الغربية من بلاد فارس في فترة حكم الأشوريين الذين ساهموا في تأسيس الإمبراطورية الفارسية.
ومما لا شك فيه، أن بلاد فارس هي مهد الحضارات، وتُعد من إحدى أعظم الحضارات التي رست في الجنوب الغربي لقارة آسيا، واستطاعت أن تكون إحدى أعظم الحضارات، وتم تأسيس الإمبراطورية الفارسية على يد ” كورش الثاني” لتشمل تركيا ومصر، وجزء من أفغانستان وباكستان، ثم خلفه الإمبراطور ” قمبيز” الذي قام بغزو مصر، ولا تنقطع مطامع إيران متحالفة مع اليهود، لمحاولة إعادة الإمبراطورية الفارسية وما فعله ” كورش” و” قمبيز”.
لقد بالغ الفرس في تمجيد تاريخهم لدرجة التعصب العرقي، واعتقدوا أن الملك ” كيومرث” هو ابن سيدنا آدم عليه السلام، معتبرين أنفسهم أنهم أصول النسل، وينبوع الذرء، وآخرون منهم يعتقد أن “كيومرث” نبت من ” الريباس” وهو نبات الأرض، وأصبحت عقيدتهم ” الكيومرثية” الذي هي خلاصة الصراع بين النور والظلمة، كما ذُكر في كتاب الملل والنحل “للشهرستاني”، وتنقسم طبقاتهم الاجتماعية إلى طبقة رجال الدين التي ينبثق منها الحكام، والعُباد، والزُهاد، والسدنة، والمعلمون، وطبقة رجال الحرب، وطبقة كتاب الدواوين، والطبقة الأخيرة هي طبقة الشعب من الفلاحين والصناع.
إن الفرق الباطنية التي ترتبط ارتباط عقائدي بالعقيدة الفارسية القديمة، هي التي تهدد المسلمين اليوم، ومنهم ” المزديين” نسبة إلى “مزدا” إله القبائل المتمدنة في إيران، بل يعتقدون أنه إله العالم أجمع، والعقيدة المزدية تقف على طرف نقيد مع عقيدة الشياطين التي يؤمن بها اللصوص المحاربون والقبائل الرحل، وجوهر هذا المُعتقد يقوم على ركني، الركن الأول هو الصفاء وهي الدعوة إلى الأخلاق، والعمران، والركن الثاني هو العموم، كما يعتقدون أن ” مزدا” هو الإله الأعلى الذي رفع السماء وبسط الأرض، وخلق الملائكة، ومن هؤلاء الملائكة ” بهمن” الذي أبدع فعلمه الإله هذا الدين وخصه بموضع النور مكانا، ومن الغريب أنه حتى الآن هناك عائلة في إيران تحمل اسم ” بهمن” وهي عائلة كبيرة هناك، وتمكنت هذه العائلة إلى الوصول لبلاد الخليج العربي وحصلوا على الجنسية الكويتية، وظلوا يعملون حتى أصبح معظمهم الآن من أكبر رجال الأعمال في الكويت، بل ووصلوا إلى مجلس الأمة والحصول على مقعد فيه وكان صاحب المقعد هو النائب ” عيسى عبد الله محمد بهمن”، وهنا يطرأ سؤال هل تمسك هذه العائلة بهذا الاسم الفارسي هو تعصب منها للمجوس؟ أم هو مجرد اسم عُرفوا به ولا يستطيعون التخلص منه، ولقد حسن اسلامهم كما هو ” سلمان الفارسي؟.
في المقال القادم نكمل حديثنا عن ” الزردشتية”.
للأسف ليت حكام البلاد العربية و الإسلامية يدركون خطورة هذا المخطط الفارسي الذي يلبس ثوب الدين.