📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
الرئيسيةتقارير-و-تحقيقات

إيران وأمريكا: صراع الإمبراطوريات في ثوب العصر الحديث.. من السيوف إلى العقوبات والدرونز

"الفرس ضد الروم.. من التاريخ إلى طهران وواشنطن

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

تقرير – محمود عبد العظيم:

منذ فجر التاريخ، شكّل الصراع بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية أحد أطول المواجهات الجيوسياسية في العالم القديم. واليوم، وعلى الرغم من تغيّر الأسماء والأنظمة، لا يزال العالم يشهد صراعًا يعكس ذلك الإرث التاريخي، لكن بأدوات حديثة وأجندات جديدة.

فيرى بعض المفكرين والمحللين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية (الفرس) تخوض اليوم صراعًا طويل الأمد مع ما يُعرف بـ”الروم الحديث” المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، هذا الصراع يتجلى في أشكال سياسية، عسكرية، اقتصادية، وأيديولوجية.

“صحيفة اليوم” تُسلط الضوء على جذور وأبعاد هذا الصراع المتجدد بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية (الفرس المعاصرون) وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين (روم العصر الحديث)، في السطور التالية:

أولًا: الأبعاد التاريخية للصراع

1- من الساسانيين إلى الجمهورية الإسلامية

خاضت الإمبراطورية الساسانية الفارسية، حروبًا طاحنة مع الإمبراطورية البيزنطية (الروم الشرقية)، وانتهى الصراع مع الفتح الإسلامي، لكنه ترك إرثًا متجذرًا في الذاكرة الثقافية والدينية.

تقول الدكتورة حنان أبوسكين، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية و محاضر من الخارج بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لـ” صحيفة اليوم”، إنه يمكن القول إن السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية هي حصيلة مصالحها الذاتية، المتمثلة بحماية الدولة الشيعية من التهديدات الخارجية،  هذه السياسة قد تبدو تارة هجومية وطورا براغماتية، لكن ثمة زاوية طائفية أيضا، فالمشروع السياسى الإيرانى هو مشروع دينى مذهبى بحت.

ثانيًا: لحظات مفصلية في الصراع الحديث

1- الثورة الإيرانية 1979

تتمثل في سقوط نظام الشاه المدعوم أمريكيًا وبداية نظام ولاية الفقيه، واحتجاز السفارة الأمريكية في طهران؛ لحظة رمزية لكسر الهيبة الأمريكية.

توضح أبو سكين، إنه بسبب عزلة إيران عن جيرانها منذ ثورة العام 1979، انتهجت استراتيجية تقوم على نسج علاقات مع الكيانات أو الفواعل من غير الدول لمساعدتها على تحقيق مصالحها الاستراتيجية،  وقد حقق هذا التوجه المترافق غالبا مع سياسة تصدير الثورة مكاسب استراتيجية، لكنه أسفر أيضًا، عن تعميق التصورات حول تحيزاتها الطائفية.

2- حرب الخليج الأولى والثانية

لقد استثمرت إيران الفراغ الإقليمي بعد غزو العراق للكويت، وبعد غزو العراق 2003، توسّع النفوذ الإيراني في بغداد وبقية العواصم العربية.

3-  الاتفاق النووي ثم الانسحاب الأمريكي

أعطى اتفاق 2015، لإيران نافذة دبلوماسية، لكن انسحاب ترامب منه عام 2018 أعاد الصراع إلى الواجهة.

ثالثًا: مظاهر الصراع وأدواته

الصراع العسكري غير المباشر ما يعرف بـ الحروب بالوكالة

وتمثل في دعم إيران للحوثيين في اليمن، ودعم حزب الله في لبنان، والصراع في سوريا. وأيضًا في العراق ولبنان، حيث هيمنة مليشيات موالية لإيران.

وتشير  أستاذ العلوم السياسية ، إلى أن  جيوبولتيكية إيران من أهم عناصر قوة الدولة، بل ينظر إليها الكثير من العلماء، الدولة الأهم في تطبيقات هذا العلم الهام، فإيران تطل على ثلاثة مسطحات مائية هي الخليج العربي والمحيط الهندي وبحر قزوين.

الدكتور حنان أبو سكينة
الدكتور حنان أبو سكين

وتضيف: “هذا الطول البحري الكبير جعل إيران من القوى البحرية الكبرى التي يحسب لها الحساب في أية معادلة أو صراع، كما مكنها من الإشراف على خطوط إمداد النفط عالمياً؛ وبالتالي، تستطيع من خلاله أن تؤثر بنسب متفاوتة في حركة الاقتصاد العالمي. أما إطلالها على بحر قزوين، فقد أعطاها كلمة مسموعة في تقاسم ثروات هذا البحر الذي إعتبر مع نهاية الحرب الباردة من أهم مناطق الطاقة في العالم”.

 الصراع الاقتصادي

أثرت العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، خاصة في مجالات، مثل النفط والغاز، والنظام البنكي والمالي، وأيضًا أثرت سلبًا على حركة التجارة العالمية.

و تؤكد أو سكين، على أن على الرغم من الحصار الاقتصادي، لكن إيران تحتل مركزا هاما في أمن الطاقة الدولية والاقتصاد العالمي بسبب احتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي.

الصراع الاستخباراتي

كان للصراع السيراني والاستخباراتي أثره السلبي على إيران، حيث أدى إلى اغتيال علماء نوويين إيرانيين (مثل فخري زاده)، وهجمات سيبرانية متبادلة (مثل Stuxnet).

رابعًا: البُعد الأيديولوجي والثقافي

تمثل البعد الإيديولوجي في مشروع الثورة الإيرانية ومحاولات تصديرها، حيث       تقدم إيران نفسها كحامية لـ”محور المقاومة” ضد “الاستكبار العالمي”، وأيضًا ترويج إيران لنموذج “الدولة العقائدية” كبديل للأنظمة الغربية.

تقول الدكتورة حنان أبو سكين، إن المشروع الإيراني، برز في المنطقة العربية، من الشرق الأوسط بعد الثورة الإسلامية، بإطلاق شعار “تصدير الثورة” لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من العلاقات المتوترة.

كما تمثل البُعد الأيديولوجي والثقافي، في أمريكا كنموذج الليبرالية الغربية، التي تسعى  لترسيخ الديمقراطية الليبرالية والتطبيع العربي الإسرائيلي، ومحاربة  ما تعتبره “الإرهاب الشيعي” والتطرف الإسلامي.

خامسًا: مواقف الدول العربية والخليجية

تمثل في السعودية ودول الخليج، والذين يرون في إيران تهديدًا إقليميًا مباشرًا، والعراق ولبنان وسوريا، وهم دول متأثرة بالهيمنة الإيرانية، وتُستخدم ساحات صراع، لكن الإمارات ومصر، تتبنيان دبلوماسية متوازنة.

هل يتجه الصراع إلى مواجهة مباشرة؟

رغم كل التصعيد، لا تزال واشنطن وطهران تتجنبان الصدام المباشر،  ومع ذلك، فإن استمرار الحروب بالوكالة، والسباق النووي، والانقسام الطائفي في المنطقة، كلها عوامل تُنذر بأن هذا الصراع قد يبقى مشتعلًا لعقود قادمة.

إنه صراع يتجاوز السياسة إلى مصير حضارات، ومشاريع كبرى تتنازع الهيمنة على الشرق الأوسط.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights