تقارير-و-تحقيقات

“يلا كورة يا متجوزين”.. مبادرة لإحياء الرياضة بعد سن الـ 30

نواة لاتحاد عالمي بريادة مصرية

عماد نصير:

مما لا يخفى على أحد ما باتت تملكه كرة القدم من شعبية جارفة على مستوى غالبية دول العالم، حيث أصبحت بمثابة منتدى الشعوب الذي يتبارون فيه انتماء وتشجيعاً ومتابعة، ولا عجب في ذلك فلا يفرق عشقها بين سن أو عرق أو جنس.

تجتهد المؤسسات الرياضية العالمية والقارية والدولية في تنظيم بطولات سنوية، تضم في صفوفها فئات عمرية قلما تجد منهم من يتجاوز عمره الثلاثين بقليل، فباتت الفكرة لدى الكثيرين أنها سن لعب كرة القدم، ما حدى بشباب أن يكسرو هذا العرف ذهنياً، وذلك من خلال مبادرة دعوا إليها من خلال صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم “يلا كورة يا متجوزين”، لعلها تكون نافذة للعودة إلى الرياضة، خاصة لمن تزوجوا واندمجوا بشكل كبير في الحياة المهنية والعملية، أو من باتوا في الأربعينيات، ولم يعد لديهم الوقت الكافي لممارسة الرياضة مثل المراحل العمرية السابقة.

مؤسس المبادرة:

عماد فوزي سماط، 47 سنة، رجل أعمال وزوج وأب لـ 4 أبناء، وبالرغم من كونه صاحب عمل وعقلية تجارية، إلا أن عشقه للرياضة ولكرة القدم بصفة خاصة، كانا حافزاً له لإنشاء مبادرة رياضية موجهة بالأساس لأولئك الذين يعدهم المجتمع على انهم سن ما بعد الشباب.

في البداية يقول كابتن عماد سماط: الفكرة بدأت بالأصل من خلال احتياجي الشخصي لممارسة كرة القدم، فهي ليست حكراً على المحترفين وجمهورها العريض من الهواة الممارسين للعبة، لا سيما الهواة ممن لم يمارسوها بشكل احترافي، ومن هنا جاءت الفكرة.

قمت بعمل جروب “يلا كورة يا متجوزين” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كون المتزوجين غالبيتهم منخرطين في سوق العمل، ومنهم من هاجر أصدقاؤه للخارج، او من انتقلوا من محل سكن لآخر بعد الزواج، ما يمثل صعوبة في تجميع الأصدقاء لممارسة كرة القدم، ومن هنا كان التوجه الأول للمتزوجين كونهم الأقل غالباً في ممارسة الرياضة بحكم ارتباطات العمل، وبالتالي على مشارف انحدار معدل الصحة.

بمجرد الإعلان عن المبادرة تقدم لها في يومين فقط اكثر من 100 مشارك، وبدأنا في تأسيس فرق تناسب الأعداد المشاركة، إلا أن الدائرة اتسعت بالأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء، فقمنا بإنشاء مسميات لفرق عالمية كالبرازيل والأرجنتين واندية مثل أياكس واندهوفن وتشيلسي وغيرها، كنوع من أنواع المحاكاة للأندية والمنتخبات والبطولات الكبرى، لكن لمن هم فوق سن الثلاثين والمتزوجين، حتى ان الفكرة تلاقي استحسان وانتشار أوسع كل يوم، لتنتقل المبادرة من القاهرة إلى بلدي الأم دمنهور، ومنها إلى الإسكندرية، وبتنا نملك كفاءة التنظيم في البطولات التي نعلن عنها بشكل لافت وبصورة تلاقي استحسان كافة المشاركين والمتابعين لأنشطة المبادرة.

دور وزارة الشباب والرياضة:

قمت بالفعل بزيارة لوزارة الشباب والرياضة، وذلك لحاجتنا إلى ملاعب ودعم لوجيستي، ولاقت المبادرة استحسان الجميع بالوزارة، وكانت زيارة مثمرة، حيث تم دعمنا بشكل كبير ومشجع، فشجعنا ذلك على ان نحلم بإنشاء اتحاد كرة القدم فوق الثلاثين من خلال قنوات ومسارات الرياضة التابعة للدولة، ونسعى لذلك لضمان ريادة مصر في هذه المبادرة التي أنفقت عليها من مالي الخاص.

ويضيف سماط: نحن في المبادرة ومن خلال البطولات التي نقيمها لا نتحصل من المشاركين سوى على رسوم استئجار الملاعب والحكام وبعض الأدوات الطبية اللازمة للطوارئ.

مؤكداً: نسير على توجه الرئيس في دعم وممارسة الرياضة، وكون كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية، نأمل من المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة دعم المبادرة التي نحاكي من خلالها كبريات الدوريات العالمية، من خلال المجموعات والفرق والجوائز وكل ما من شأنه ترغيب الشباب بالانخراط في ممارسة الرياضة، الأمر الذي يعود بالإيجاب على الصحة العامة للشعب، وتجنيب الشباب أي مؤثرات سلبية قد تجرهم لما لا يحمد عقباه.

عودة لممارسة الرياضة المفضلة:

د. رامي محمود رجب، السن40 عاماً، يعمل مدرساً بكلية الهندسة، واحد من أوائل من لبوا دعوة الانضمام للمبادرة يقول: “سبب الانضمام للمبادرة، حب كرة القدم منذ الصغر وعدم التمكن من الاستمرار في مارستها بشكل منتظم، وذلك بعد الانخراط في دوامة الحياة والمسؤوليات، والانضمام للمبادرة كان له فوائد كثيرة أهمها التعرف إلى  العديد من الأشخاص الذين يحملون الاهتمامات نفسها، إلى جانب الالتقاء بأصدقاء قدامى، كما أنها فرصة للعودة لممارسة الرياضة والحفاظ علي الصحة العامة، والشعور بالسعادة في تحقيق جزء من أحلام لم تتحقق”.

كما أنصح كل من يتحجج بمسألة السن او الانشغال بالعمل، وبالتالي يؤجلون ممارسة الرياضة أن يراجعو أنفسهم، بالالتحاق فورا بالمبادرة أو أي مبادرة أو فرصة من شأنها الانخراط في الرياضة، والشعور بما نشعر به من سعادة وفرحة بمجرد تحديد موعد مباراة للفريق.

ويضيف رجب: الرياضة ستغير نمط حياتكم 360 درجة، وستؤثر علي الصحة والمزاج العام بشكل رائع، فتأثير الرياضة على الصحة قبل وبعد الانضمام للمبادرة واضح وجلي،: الحمد لله بعد  ممارسة  الرياضة ساهمت بشكل كبير جدا في الوقاية من عدة مشاكل صحية أو على الأقل تخفيفها، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع والسكري والتهاب المفاصل الاكتئاب والتوتر و تحسين الحالة المزاجية، كما انها تحد من الشعور بالقلق، فالرياضة نعمة كبيرة نحمد الله على ممارستها.

العمر مجرد رقم:

من جانبه يقول محمد كساب، 42 سنة، مدير مالي بأحد القطاعات أن هدفه الأساسي قبل الانضمام للمبادرة هو حب كره القدم والحفاظ على الصحة: بالإضافة إلى تكوين صداقات جديدة مع شخصيات راقية، فقد ساهمت الرياضة في تغيير الحالة النفسية والمزاجية لدى بشكل كبير وبصورة أفضل بكثير، غير التحسن الملحوظ في الصحة عموما، لأن المرحلة العمرية بحاجة إلى ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة بشكل ضروري.

ويضيف كساب: الرياضة أولوية قصوى، ولا ينبغي أن تؤجل تحت أي ظرف، فهي تمثل الفارق والمؤشر العام للصحة النفسية والبدنية، وهذا يتضح أثناء اللعب كوني أجاري شباب أصغر مني بـ 10 سنوات، وآمن حقاً بمقولة “العمر اللي في البطاقة مجرد رقم”.

التأثير على المظهر الخارجي:

على الرغم من كونه تجاوز الـ 43 سنة، ويعمل موظفاً بإحدى شركات الكيماويات، إلا أن سيد جابر كان من أوائل المبادرين بالانضمام لفريق “يلا كورة يا متجوزين”.

عن سبب انخراطه في أعمال المبادرة يقول: الحفاظ على الصحة أهم الأولويات التي يجب ان يشغل أي شاب عقله بها، ثم يأتي حب الرياضة ذاتها بعد ذلك، ومنذ أن بدأت في العودة لكرة القدم بدأت أشعر بتحسن وفرق في الصحة واللياقة البدنية، فضلاً عن اكتساب صداقات جديدة، واستغلال وقت الفراغ في أشياء مفيدة، وكلها إيجابيات لا يجب التخلي عنها بأي حال من الأحوال.

وعن نصيحته لمن يتغافلون عن ممارسة الرياضة خاصة بعد الأربعين يقول جابر: هناك دائما وقت للرياضة إذا أحسن الشاب تنظيم وإدارة وقته بشكل يتناسب وطبيعة عمله وشغفه الرياضي، فكما ان الرياضة ليس لها سن معين، فبالتالي لن يضيق الوقت عليها، وحياتي قد تغيرت للأفضل بعد ممارسة الرياضة، ولا أدل على ذلك من التغير الملحوظ على الشكل الخارجي فقط، فالرياضة تجعلك تبدو أصغر سناً.

معارف وصداقات جديدة:

محمود غريب “فني كهرباء” 44 سنة يقول: االسبب الأساسي للانضمام لمبادرة “يلا كوره يا متجوزين” يرجع لعشقي لكرة القدم منذ الصغر، إلا انها أكسبتني أيضاً علاقات ومعارف جديدة، والجميع يجمعهم حب متبادل واحترام كبير، والأجواء لا يغيب عنها المتعة والإثارة والتشويق الذي افتقده معظم أبناء جيلي بسبب متاعب الحياة الوظيفية والمهنية.

ويضيف غريب: للرياضة تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة “أنا كنت بكرش وبنهج وانا طالع السلم”، بعد ممارسة الرياضة الحياة اختلفت تماما وأصبح لدي لياقة بدنية عالية، وهذا مؤشر جيد يجعلني اتمسك بشكل أكبر بممارسة كرة القدم، وأنخرط في أنشطة المبادرة بصفة مستمرة للحفاظ على المكتسبات الصحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى