لماذا طهران؟.. خبيران يوضحان لـ”اليوم” أسباب “صادمة” وتداعيات “خطرة” لاغتيال هنية
عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية داخل مقر إقامته في طهران، أثيرت تساؤلات حول سبب اختيار إسرائيل العاصمة الإيرانية، لا الدوحة التي يقيم بها معظم وقته.
واغتيل هنية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، داخل مقر إقامته في طهران، حيث كان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، في هجوم نسب إلى إسرائيل التي لم تعلن حتى الآن مسؤوليتها عنه.
عملية استخباراتية
قال محمد عبد الواحد، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، يوجد حولها الكثير من علامات الاستفهام، سواء سبب الاغتيال أو توقيته ومكانه.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ”اليوم”، أن هنية كان يتحرك في ثلاثة أماكن هي مقره الرئيسي في قطر وفي تركيا بالإضافة إلى إيران.
ورأى اللواء عبد الواحد أن هذه العملية استخباراتية في المقام الأول، بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما يعتقد بوجود اختراق إسرائيلي واضح في إيران، وذلك في ضوء إنها عملية ليست الاولى من نوعها، فقد سبقها الكثير من عمليات اغتيال علماء نوويين.
وفي تفسيره لاعتقاده بتورط واشنطن في هذه العملية التي قد تجر حربًا إقليمية واسعة، في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال الخبير الأمني إن المنطقة العربية تعتبر أن الموقف الأمريكي موحد، والحقيقة عكس ذلك، حيث إن الرؤية الأمريكية للاستخبارات مختلفة عن رؤية البنتاجون وكذلك الكونجرس والبيت الأبيض، فمثلًا تجد دولة ذات صلة وثيقة وتعاون مع الاستخبارات ولكن علاقتها بالبيت الأبيض سيئة.
مسرح الجريمة
ممسكا بالخيط نفسه، يرى طارق دياب، الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط، أن وجود إسماعيل هنية في طهران في هذا التوقيت فرصة مناسبة لإسرائيل لتنفيذ عملية الاغتيال بتكلفة سياسية أقل مقارنة لو تمت في قطر أو تركيا أو مصر أو روسيا.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ”اليوم”، أن إيران مسرح طبيعي للعمليات بعكس الدول السابق ذكرها التي يربطها تحالف بالولايات المتحدة الأمريكية، أو علاقتها جيدة نسبيًا مع إسرائيل مثال روسيا.
وعن تداعيات اغتيال هنية في طهران بالنسبة لموقف إيران مسرح الحادث، أشار طارق دياب إلى أن إيران مجبرة هذه المرة على توجيه ضربة نوعية وفاعلة تتناسب مع حجم الضربات الموجهة إليها ولحلفائها مؤخراً.
موضحًا أن الضربات الأخيرة لم تقدم عليها إسرائيل في سياق ضربة نوعية منفردة بهدف ترميم أو وضع قواعد جديدة لتوازن الردع بحيث تعود بعدها للتهدئة، وإنما جاءت في سياق استراتيجي متمثل في تصميم إسرائيلي على جر المنطقة لحرب شاملة أو محدود، تقضي من خلالها بقدر الإمكان على المقاومة وإيران وحلفائها.
وتابع أن إذا استجابت إيران للضغوط الدولية بعدم الرد، فهذا لن يدفع إسرائيل للتهدئة والتوقف عن هذه السياسة؛ لأن هدفها ليس وضع قواعد ردع جديدة وإنما نسفه من الأساس.
وزاد بالقول، إن عدم الرد الإيراني سيعقبه ضربة جديدة أكبر من الكيان، وهكذا حتى تضطر إيران وحلفائها لمجاراة العدو في معركته، مضيفًا أنه كلما تأخرت طهران، كلما كان الثمن أفدح على مستوى خسارة القادة أو الهيبة وتوازن الردع.