فيلم الملحد فى المواجهة.. طارق الشناوي لـ”اليوم”: إبراهيم عيسى أول أسباب الهجوم
يواجه فيلم “الملحد” هجوم مبكر، بدأ قبل عرضه تزامنًا مع طرح البرومو الرسمى الخاص بالفيلم والذى حقق آلاف المشاهدات بعد طرحه بساعات قليلة، بدأت بعض الصفحات على مواقع التواصل بالهجوم على الفيلم ليصبح حديث الساعة خلال الأيام الماضية، ويعد “الملحد” هو التعاون السينمائى الثانى بين شركة العدل للإنتاج الفنى والكاتب إبراهيم عيسى بعد أن قدما سويا فيلم “صاحب المقام” الذى واجه نقد وهجوم من الكثيرين.
بدأ البعض عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة باتهام الفيلم بمخالفته للدين وترويجه للإلحاد قبل بدأ عرضه، وبمجرد طرح البوستر الرسمى وظهور بعض أبطاله فى صورة يبدو عليها التشدد الدينى وهو أمر حدث سابقا مع عدد من الأعمال منها مسلسل “تحت الوصاية” للفنانة منى زكى.
“اليوم” كان له لقاء مع الناقد الفنى “طارق الشناوى” أجاب فيه عن أسباب الهجوم وتأثيره على الفيلم وأيضا دور الرقابة فى هذا الأمر.
قصة فيلم “الملحد”
يناقش الفيلم قضية شائكة وهي التعامل مع الشخص الذي قرر أن يعلن عن إلحاده ويجسد دوره (أحمد حاتم)، ولكن يظهر برومو الفيلم أن هذا الشاب الذى قرر أن يجاهر بذلك الأمر فى أن والده متشدد دينيًا يجسد دوره (محمود حميدة)، والذى قرر أن يمنح ابنه ثلاثة أيام تكون فرصة للاستتابة، بل أنه أعلنها عبر مكبرات الصوت الخاصة بالجامع أن شخص له أخ أو ابن يعلن اإلحاده بعد مرور مدة الإستتابة يجب قتله.
على الجانب الآخر يظهر الأم متعاطفة مع ابنها وهي تقول له أنت ابني سواء كنت كافر أو مؤمن وتجسد دورها الفنانة (صابرين) والتى تقف أمام الأب فى محاولة لحماية ابنها من القتل الذى يراه والده الحل الوحيد وهو ما يرضى الله.
حمل البوستر أيضا رسائل واضحة حول قضية الفيلم حيث توسطه حاتم الذى يمثل الفكرة، وظهر عدد من الأبطال في الخلفية، ويبدو أنهم عائلتين يظهر بينهما التضاد، كما ظهر الفنان محمود حميدة بشكل مختلف في رداء المتشددين دينيا مرتديا جلباب أبيض، مطلق لحيته.
ومن المقرر طرح الفيلم بدور العرض 14 من أغسطس المقبل، وقد تأخر طرحه كثيرا دون الإعلان عن الأسباب.
فيلم “الملحد” يناقش قضية شائكة
وقال صناع فيلم “الملحد” أنه يناقش قضية مهمة وشائكة عن التطرف الدينى والإلحاد والخروج عن الدين، الفيلم يسلط الضوء على القضية لمحاولة توضيحها للمجتمع وتوضيح أسباب الإلحاد، وكيف يجب أن يتعامل المجتمع مع من يسقط ضحية لافكار الإلحاد.
فيلم “الملحد” هو بطولة جماعية يشارك فيه عدد من النجوم منهم محمود حميدة وصابرين وحسين فهمى وتارا عماد وأحمد حاتم ونجلاء بدر ومصطفى درويش وأحمد السلكاوى، والفيلم من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى، ومن إخراج ماندو العدل.
هل كون مؤلف فيلم الملحد هو إبراهيم عيسى واحد من أسباب الهجوم المبكر؟ وهل هي حملات ممنهجة كما قال البعض؟
من المؤكد أن الهجوم الأساسى سببه إبراهيم عيسى، لما يحيط بافكاره من المطاردات من البعض فى أغلب الأوقات منها الإسراء والمعراج وغيرها فاسمه يثير ردود فعل الكثير منها خارج النص، وأنا مع طرح كل الأفكار ورغم ذلك لنكن صحراء مع أنفسنا لا يمكن فى عالمنا العربى ومصر فى ظل وجود الرقابة الصارمة أن يسمح بوجود فيلم يروج للإلحاد ولكنها من الممكن أن تطرح القضية للنقاش خاصتًا أن الفيلم معروض +16 وهذا الأمر مهم لأنه يسمح للجمهور أن يتفهم الفكرة ولا يجب أن يؤخد الأمر على هذا النحو من الهجوم.
هل ترى أن الهجوم على هذه النوعية من الأعمال يؤثر على صناع السينما والدراما ويضع قيود على ما يقدم؟
بالطبع توجد قيود فقد كانت مصر فى الثلاثينيات تسمح لكاتب أن يصدر كتاب يقول فيه أنا ملحد ويرد عليه كاتب آخر لماذا أنا مؤمن؟ وهنا تنتهى الحكاية، لكن بالرغم من التراجع الذى نشعر به جميعا فى الهامش الرقابى إلا أنه مؤكد أن هذا الفيلم الذى لم اشاهده بعد، الرقابة لن تسمح بعرض فيلم يصل لمستوى ما كان يتم مناقشته فى الثلاثينيات وأن يسمح لشخص بالدفاع عن وجهة نظره فى الإلحاد وهذا غير وارد حاليًا.
هل ترى أن الهجوم من الجمهور على هذه النوعية من الأعمال يؤثر على صناع السينما والدراما ويضع قيود على ما يقدم؟
الأفلام لا يمكنها أن تلعب دور كبير فى الاهتمام بتقديم أفكار جديدة، ومناقشة قضايا جدلية لأن جمهور السينما ليس جمهور يسعى لمناقشة الأفكار، ويساهم فى ذلك أيضا عدم وجود نجوم شباك أقوياء يتصدوا للعمل ويجذب الجمهور، وهو الأمر الذى لايتوفر فى فيلم “الملحد” حتى يستطيع أن ينافس ولكنه يمكن أن يستفاد فى الفترة الأولى من عرضه من الدعاية الغير مباشرة بسبب الهجوم.
أما فيما يخص النقاب الأزهر نفسه قال أن النقاب عادة وليس عبادة وبالتالى طرح فكرة رفضه لا يشكل مشكلة بالنسبة للرقابة ولكن انتقاد الحجاب هو ما يثير قلق الرقابة فنقاب صابرين فى الفيلم تحت المظلة ومناقشة التطرف الدينى لا يسبب مشكلة للرقابة وقد تم تقديمه فى الدراما آلاف المرات.