الإعلامية هيام أحمد تكتب: قلب أسود

تمثال للحرية المفقودة ﴿إلَّا من أتى اللّٰهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾.. فإن سلم القلب سلمت الصدور والنوايا، وصلح سائر الجسد كله، لا خير في قلب نام صاحبه على غل وحقد ونية سوداء ،هذه معاناة البشر من بعض البشر اليوم ،في عالم يفترض أن يكون أكثر عدلًا وسلامًا،يظل الإنسان أكبر عدوٍ لنفسه الحروب التي تشعلها الأطماع، والسلام الذي يبنى على الخداع، والأحلام التي تسحق تحت وطأة الظلم،كلها تضع بصمتها القاتمة على أرواح البشر،القلب الأسود ليس مجرد استعارة،بل حقيقة تولد من أنقاض المدن،ومن دموع الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في صراعات لا ناقة لهن فيها ولا جمل،إنه القلب الذي يخطط للحروب بينما يلقي خطابات عن السلام، ويزرع الفتنة بينما يتغنى بالأخوة، كم من طفل نام على صوت القذائف بدلًا من تهويدات أمه؟ كم من وطنٍ صار أطلالًا لأن جشع البعض لا يشبع؟ البشر يعذبون بعضهم بوحشية تفوق ما قد يفعله أي وحش آخر، ومع ذلك، ما زلنا نتحدث عن الإنسانية وكأنها درع يحمي من الظلم،لا سيف يغمد في قلب الضعفاء، إن العالم اليوم بحاجةٍ إلى أن يتحرر من هذا القلب الأسود، لا إلي معاهدات سلام مزيفة، بل إلى سلامٍ ينبع من القلوب قبل أن يكتب على الورق، الأفعى لها جلد ناعم و فمها مليء بالسم كذلك بعض البشر يمتلك لسان جميل و قلب أسود ،لا بهمك وجه الإنسان بل انظر الي قلبه فقلب طاهر افضل من وجه جميل ،المشاعر الانسانية اهم من المظهر فكم من وجه جميل بخفي قلب اسود. أفعالك هي اللي تحدد جودتك كإنسان في الحياة ، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم أجعل في قلبي نورا اللهم إني أسألك قلباً سليماً، اللهم أرزقني راحةً في القلب، وهدوءًا في النفس وثباتاً في الامر