تقارير-و-تحقيقات

فاطمة الزناتي تكتب:الستات مكانهم فين ؟!

في عام 1840م تمت واحدة من أهم الاتفاقيات العالمية في لندن لماكفحة «العبودية» قامت أمريكا بإرسال إليزابيت اكدي و لوكيشا مع بعض أصدقائهم النساء لحضور المؤتمر في أمريكا كمندوبين، مما جعلهم يشعرون بالسعادة لمشاركتهم في فاعليات هذا المؤتمر، حيث ولأول مرة ستكون لديهم الحرية لإبداء آرائهم، ولكن تأتى الرياح بما لا تـشتهي السفن، حيث رفض الحراس القائمون على المؤتمر دخولهم وسخروا منهم.

وبعد مشاجرة بين إليزابيت وأصدقائها مع الحراس قرر الحاضرين التدخل وقاموا بعمل تصويت واجمعوا على أن ليس من حق النساء المشاركة في المؤتمر، ولو أنهم شاركوا يكون حضورهم خلف الستائر من أجل الاستماع فقط بعيدًا عن الأنظار، مما جعل إليزابيث و لوكيشا يصرون على ضرورة وجود مؤتمر مثل مؤتمر مكافحة العبودية ولكن من أجل مناقشة حقوق المرأة، خاصة أنه في هذه الحقبة لم يكن للنساء الحق في التعليم الجامعي أو العمل أو حتى التصويت في الإنتخابات ولم يكن لها دخل في مستوى أو أملاك أو حتى حق في حضانة الأطفال، وبعد مؤتمر لندن ب 8 سنوات قررت إليزابيت ولوكيشا و 3 من أصدقائهم عمل مؤتمر خاص بهم من أجل المطالبة بحقوقهم.

وفى 20 يوليو 1848م انعقد أول مؤتمر حقوق للمرأة في التاريخ وحضر به 250امرأة و 50 رجل وتم التوقيع على القرار الذى ينص علي أن المرأة لديها الحق في التصويت وإبداء الرأي وبعد هذا المؤتمر بدأ الهجوم من الصحافة واستهزاء من الناس لما يقومون به النساء ولكن لم يؤثر ذلك على موقفهم ، بل بدأت الأعداد في التزايد والدخول في الثورات حتى عام 1905م.

وأعطى الدستور الأمريكي للمرأة حق للتصويت وبدأت الأمور في الهدوء والثورات شبه توقفت « ولكن مازالت المرأة مكانها في المنزل وتربية الأطفال والمطبخ »،ولكن هذا لم يزعج النساء إطلاقا، حتى سنة 1963م ومع ظهور كتاب “The Feminine Mystique” “اللغز الأنثوي”للكاتبة ” بيتي فريدان” والتي كانت تري أن دور المرأة لا يقتصر على العمل في المنزل أو تربية الأطفال فقط حيث كانت ترى أن المرأة مثل الرجل لها حقوق مثل : التعليم ،العمل، وبناء مستقبلها، ولا يتوقف دورها على المنزل فقط، وبدأ الكتاب ينتشر مثل النار في الهشيم ،وتزايدت المبيعات إلى أن وصل لكافة النساء التي شعرنا أن دورهن في المجتمع في ذلك وقت لا يختلف عن «العبودية» وعادت النساء تبحث عن حقها مرة أخرى .

وبدأت ثورات النساء من جديد تسعى فيها النساء للحصول على حقوقها و استخدامه إلا بعد مرور 15 عام ومع ازدياد الثورات في ذلك الوقت أجبر القانون الأمريكي أن يسمح للمرأة في الحصول على قروض و استخراج بطاقة ائتمان كما أنه أصدر قانون ضد التحرش في 1964م ،و لكن لم يتم 25 سنة، بعد أن رفعت أمريكية تسمى «دينا»قضية على صديقها في العمل بتهمه التحرش وهذه المرة الأولى التي تتحدث فيها امرأة عن التحرش وعلى خالف الغرب ومثل المعتاد تأخر حق المرأة في الوصول إلى الشرق، حيث بدأت المرأة المصرية في الظهور في ثورة 1919م وبدأت في ثورات خاصة مثل الرجال وفي 1923م تم تأسيس الحزب« الأنثوي» على يد هدى شعراوي والتي بدأت في إصدار خطابات تنص على أن المرأة لها حقوق مثل الرجل، وفي ذات الوقت بدأت النساء في أغلب الدول العربية تطالب بحقوقها حتى وقتنا الحالي.

وهنا يكمن السؤال هل المرأة وصلت لحقها الأكمل في وقتنا الحالي وهل لها فرص متساوية في كل شيء مثل الرجل أم لا ..؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights