ليلة العمر التي لم تكتمل..حكاية عريس عاد ليلقى الموت في حضن حبيبته
في ليلة العمر التي كان من المفترض أن تكون البداية لرحلة جديدة مليئة بالحب والسعادة، تحولت أحلام الشاب إسماعيل محمد عبدالصمد، ابن الشرقية، إلى مأساة لن تُنسى، كان إسماعيل، البالغ من العمر 27 عامًا، قد أمضى خمس سنوات من الغربة في الخارج، يكدّ ويجتهد لتجهيز عش الزوجية الذي سيحتضنه وعروسه، حبيبة عمره، التي تعلق قلبه بها منذ أن كانا في المرحلة الإعدادية.
تضحية في سبيل الحب:
في ليلة أمس الثلاثاء، أُقيم حفل الزفاف، وأضاءت القاعة بأضواء الفرح، وكان إسماعيل يرتدي أجمل ثيابه، وعروسه بجانبه كأميرة خرجت من حكاية قديمة، كانت اللحظات تمضي سريعاً، والضحكات تملأ المكان، وكأن القدر يهيئ لهما وقتاً مميزاً، وقتاً كان الوداع آخر فصوله.
اللحظات الأخيرة
ما إن انتهى الحفل، وركبا العروسان السيارة التي ستنقلهما إلى عش الزوجية، الذي بناه إسماعيل بعرقه وتعبه، بدأت ملامح القصة في الانقلاب بشكل مفاجئ، شعر إسماعيل بألم في صدره، ألمٌ لم يسبق له أن شعر به من قبل، وفي لحظات تحولت السيارة من مركبة تحمل الحلم إلى مركبة تحمل النهاية أسرعوا به إلى المستشفى، لكن روحه كانت قد اختارت أن ترحل في أحضان حبيبته، تاركة خلفها قلباً مفطوراً وعيوناً لم تتوقف عن البكاء.
تحول الفرح إلى مأساة
كانت السماء تعانق الأرض بنجومها المتلألئة، وكأنها تشهد على فرحة إسماعيل التي انتظرها طويلاً، عاد إلى أرض الوطن بعد خمس سنوات من الغربة، بعد أن نحت كل لحظة من عمره ليجعل هذا اليوم ممكناً، كان حلمه بسيطاً، لكنه كان كل شيء بالنسبة له أن يجمعه سقف واحد مع حبيبة قلبه، التي عشقها منذ كان صبياً يافعاً في المرحلة الإعدادية.
إسماعيل، الشاب الذي عُرف بين أصدقائه بجديته وتفانيه، قرر في سن مبكرة أن يبني لنفسه حياة كريمة .. حمل على عاتقه هموم المستقبل، وغادر إلى بلاد غريبة بعيداً عن دفء وطنه.. كان الهدف واضحاً في ذهنه هو تأمين منزل صغير يحتضنه مع من أحبها قلبه منذ الطفولة، خمس سنوات من الغربة والعمل الشاق، كل يوم منها كان يقترب به خطوة من تحقيق هذا الحلم.
رواية أصدقائه
وبحسب رواية أحد أصدقائه المقربين، فإن إسماعيل كان رياضيًا محبًا لكرة القدم منذ صغره، وقد انضم لعدة أندية، منها نادي الزمالك، لكن طموحه بالزواج دفعه للسفر للخارج، حيث كافح لسنوات لتأمين حياة كريمة لعروسه، وبعد خطوبة دامت ثلاث سنوات، أقيم حفل الزفاف أخيرًا، احتفل الأصدقاء والأهل، ورقص إسماعيل مع عروسه بسعادة غامرة.
ويروي ابن عم إسماعيل، “عبده”، تفاصيل تلك الليلة المؤلمة. فقد كانت ليلة الجمعة الماضية هي موعد كتب الكتاب، بينما كان الزفاف في الليلة التالية، وما إن انتهى الحفل واستعد إسماعيل لبدء حياة جديدة مع زوجته، حتى حلّت المأساة، تحولت قاعة الفرح إلى سرادق عزاء، وانهارت العروس من الصدمة، بينما لم يستوعب الأهل والأصدقاء أن العريس الذي كان يرقص ويضحك قبل دقائق، قد فارق الحياة.

الصدمة المفجعة
“إنا لله وإنا إليه راجعون”، كانت الكلمات التي رددها الجميع عندما أخبرهم الطبيب بما حدث، العريس الذي كان يرقص منذ دقائق قليلة، غادر هذه الدنيا في لحظة لم يكن أحد يتوقعها. عروسه، التي لم تتخيل أن يتحول حلمها الوردي إلى كابوس، دخلت في صدمة عصبية، بينما تحول الفرح إلى مأتم، وانهار الأصدقاء والأقارب في حزن شديد.