محمود عبد الظاهر مكي يكتب: بالبلدي
في الوقت الذي تواجه فيه دولتنا العريقة المخاطر من كافة الاتجاهات الخارجية نجد الغزو الداخلي لكل فئات المجتمع وفي كل الإتجاهات ليس فقط الفكري منه، والمتمثل في ما تبثه قنوات السوشيال ميديا باختلاف أنواعها من هدم لكيان الأسرة، وهي نواة المجتمع من أفكار وسموم وملوثات فكرية وثقافية غريبة عن عاداتنا وقيمنا المتوارثة، والممتدة في الأعماق الزمنية لبداية تكوين الحضارة الإنسانية، وأيضاً للأسف الشديد غزت الجامعات حتى في أقدس أيام الخريجين، وهو يوم الحصاد والتخرج.
وما نراه جميعاً مما يسمي ترند وما نلاحظه مما لا يليق بقدسية الجامعة كمنبر للعلم، ويتنافي مع موروثاتنا الثقافية وقيمنا الدينية، ويتم تسويقه لنا بمسميات ظاهرها وباطنها هدم قيمنا وموروثاتنا الثقافية والدينية، ولا تختلف عن ما يُرسل إلينا وكأنه أسلحه موجهه عبر المنصات الأخري والمعلومه للجميع ، وللأسف يلقف الصغار والكبار منا الطعم ويتم الترديد والتقليد وتصبح عادة ومع الوقت يصبح ما دونها وهو قيمنا العريقه غريبة في موطنها.
ليس هذا فقط وإنما لا يغيب عنا جميعاً المخدرات الكيماوية المصنعه، وهي الأشد خطورة علي الإنسان وأغلبها ليس لها علاج وهي تفتك بالجهاز العصبي والمخ والكبد وكل أعضاء جسم الإنسان، وإنتشرت بالتوازي مع ماسبق من غزو فكري وثقافي كالنار في الهشيم ولا تفرق في تعاطيها وتوزيعها بين الريف والحضر، وكأنها خطط مرسومه لتدمير شباب مصر وللأسف من الجنسين وطالت حتي الصغار والكبار في القري والنجوع والمدن.
ولا يخفي علي الجميع إنها تختلف من منطقه لأخري حسب المستوي الإجتماعي، حيث تنتشر الأكثر فتكا منها مثل الشابو والكريستال وغيرها من المسميات والسموم في المناطق الأقل دخلاً كالأرياف وعشوائيات المدن والعكس بالنسبه للأكثر دخلاً ، وفي كل الأحوال لا يخفي علينا إنها كالنار المشتعله لا تبقي ولا تذر.
ولم يقف الغزو والفتك بالشباب عند تلك الطبقات من مجتمعنا المصري بل نجد هناك الظاهرة الأخطروسط صفوة وخيرة الشباب وهم الرياضيين أو ممارسي الرياضه والممثلين والذين يستعدون لأدوار رياضيه في أعمالهم، والأمثلة علي ذلك كثير مما فقدناهم من خيرة شباب مصر من ممثلين ورياضين يتعاطون المنشطات مثل ( التستوستيرون والأندروستينيدون ، الإرثروبيوثين ، الكرياتين ) ومشروبات الطاقة المنتشرة في كافة الأكشاك و المنافذ، وما يصاحب تعاطيها من إدمان ومشاكل في القلب وسكتات دماغيه وقلبيه وهلوسات وعقم.
لسنا من المؤمنين بنظرية المؤامره ولكن بالتأمل برهه نجد أنفسنا أمام اللآتي :-كل ذلك يسري بالتوازي علي كل فئات المجتمع المصري وبكل فنون التسويق الإعلامي من خلال المنصات المختلفة والموجهه لكل الفئات ما فيا كل صنف سواء كانت المختصه بالهدم الثقافي الممنهج أو إنتشار وتوزيع كل أصناف السموم المخدرة بكافة الأنحاء، وللأسف لا يوجد شارع أو حارة حتي في القري إلا وبها كل أصناف السموم وكأنها تتبع منهج وأسلوب وأدوات مدروسه وبعنايه وبتخطيط ، وكذلك مافيا المنشطات الرياضية، والتي تسير بالتوازي مع كل ما سبق.
ولا يمكننا إحصاء المخاطر في تلك الكلمات لكن أبرز ما نراه من نتاج هو ضياع الأرض والأموال والأنفس والتفكك الأسري وزيادة نسبة الطلاق والموت المفاجئ بين الشباب وخاصة الرياضين والعقم بين السيدات والرجال ، ونسبة الجرائم الغريبة عن مجتمعنا العريق وغيرها الكثير من المهلكات المجتمعية .حجم الضرر جلل والخسائر فادحة في الأموال والأرواح وتحتاج لجهود ليست بالعادية من علماء الخدمة الإجتماعية والإجتماع لدراسة الظواهرالإجتماعية الداخلية وعلماء الأزهر الشريف لنشر الوعي الديني وقيادات وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة المنتشرة في كل ربوع مصر لإرجاع وإنفاذ الثقافه المصرية من الضياع والرقابه علي كل ما يبث لنا من سموم وفلترتها حماية لما تبقي من الشباب الذي لم يكوي نار ذلك الغزو الفاجر في كل الاتجاهات.
وكذلك الكشف الدوري علي كل شباب الجامعات والأندية والتحاليل الدورية، وأيضاً يبقي دور الإعلام المصري أين هو من تلك ؟ ودور وزارة الداخلية بكل فروعها الشرطية ولاسيما الأقسام والتي لا تخفي عن أفرادها أي خافية في كل القري والنجوع والحواري وكل دواليب المخدرات علي مرئي وسمع الجميع .وكذلك شرطة المرور لا تستخرج التراخيص إلا بتحليل مخدرات بكل الفئات دون استثناء.
وكذلك الشباب بالأندية والجامعات والمدارس والرقابه علي كل مراكز الجيم المنتشرة وعمل ضوابط لها .وكذلك وزارة الصحة من خلال رقابتها علي بيع وتداول المنشطات وطرق صرفها وإستخدامها وتفعيل الوقاية خير من العلاج بمفهومها الكبير .المسئولية عظيمة والمشكلة كبيرة والخسائر في أغلي ما نملك ونحتاج الصحو واليقظه والمشاركة والتكاتف قبل فوات الاوان وإن شاء الله هنقدر ننتصر.
