وفاة عريس الشرقية: هل الحسد هو السبب؟ نظرة دينية وفقاً للقرآن والسنة”
في حادثة أليمة هزت محافظة الشرقية، توفي عريس شاب ليلة زفافه، وسط حزن ودهشة من أهله وأقاربه ، هذه الواقعة أثارت تساؤلات حول الحسد وتأثيره على حياة البشر، خاصة بعد تصريحات من محيط العائلة تربط بين الحادثة والحسد. للرد على هذه التساؤلات، قام العالم الأزهري الدكتور سالم الهنداوي، في حديث عبر قناة الشمس، بتقديم تفسير ديني حول الموضوع استنادًا إلى تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية.
تفاصيل الحادثة:
الحديث عن الحسد جاء بعد أن ذكرت والدة العريس بعض تفاصيل المحادثة التي جرت بينها وبين إحدى جاراتها. في تصريحاتها، قالت والدة العريس: “واحدة جارتي قالت لي الدنيا حظوظ، ابنك شغال في الكويت بياخد بالدينار وجايب لعروسته حاجات كتير. دلوقتي معاه ملايين!! قلت لها: حرام عليكي، ده شقيان بقاله سنين عشان يعرف يعمل قرشين ويتزوج.” هذه العبارات أثارت مشاعر الحسد والغيرة، وألقت بظلالها على النقاشات حول ما إذا كان للحسد دور في وفاة العريس.
تفسير الدكتور سالم الهنداوي:
في حديثه على قناة الشمس، أشار الدكتور سالم الهنداوي إلى أن الإسلام يقر بوجود الحسد وتأثيره النفسي على الإنسان، لكن لا يمكننا اعتبار الحسد سببًا مباشرًا للوفاة أو الأمراض. واستشهد بقوله تعالى: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” (سورة الفلق، الآية 5)، مشيرًا إلى أن الحسد قد يؤثر في النفس والروح، لكنه في نهاية الأمر لا يخرج عن إرادة الله وقدره.
وأضاف الهنداوي أن كل ما يحدث في الحياة هو تحت مظلة قضاء الله وقدره، مصداقًا لقوله تعالى: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” (سورة التوبة، الآية 51).
الأحاديث النبوية الشريفة عن الحسد:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تنبه على خطورة الحسد، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها.” (رواه البخاري). كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.” (رواه أبو داود).
الرد على الاتهامات بالحسد:
بالعودة إلى الواقعة التي أثارت هذه الشكوك، أكد الدكتور الهنداوي أنه لا يجب الانسياق وراء الاتهامات غير الموثوقة بأن الحسد هو سبب الوفاة. فكل نفس لها أجلها المحدد، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز قدر الله. يجب على الناس أن يتفكروا في قوله تعالى: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” (سورة الشعراء، الآية 80) وأن يتعلموا التوكل على الله في كل أمور حياتهم.
إن حادثة وفاة عريس الشرقية هي مأساة تذكرنا بضرورة الثقة في قضاء الله وقدره ، الحسد موجود وقد يؤثر على الروح، لكنه ليس مبررًا لكل مصيبة، ينبغي على المجتمع ألا يتسرع في تفسير الحوادث، وأن يتوجه إلى القرآن والسنة لفهم الحوادث وتفسيرها بشكل صحيح. الصبر والرضا هما ما ينصح به الإسلام في مواجهة الشدائد، كما قال الله تعالى: “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا” (سورة المعارج، الآية 5).
