“وانشُلني من أوحال التوحيد”..الصلاة المشيشية تثير جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي

كتب- محمود عرفات
أثار عبد الله رشدي الداعية الإسلامي جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما قام بنقل عبارة من الصلاة المشيشية المنسوبة إلى الإمام المتصوف الشيخ عبد السلام مشيش على صفحته على “فيسبوك”، والتي تقول: وانشُلني من أوحال التوحيد وأغرقني في بحار الأحدية”.
كلمات باطلة وألفاظ مرفوضة
وكتب عبد الله رشدي على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: “”وانشُلني من أوحال التوحيد وأغرقني في بحار الأحدية”عبارة مستَهجَنَةٌ، ولا نصَّ يشهدُ لها، بل ظواهر النصوص بخلافِها، إذ التوحيد هو أصل الدين وحاشاه أن يكون له أوحال، بل الأوحال إنما هي آثار الضلال لا آثار التوحيد، ومهما تأوَّلَها به بعضُهم فإنه لا يزيل شناعةَ لفظِها
وأضاف: ولو فتحنا الباب لمثل هذه الألفاظ المرفوضةِ ثمَّ أسَغْناها بالتأويل لانْخَرمَ بذلك باب الحقائق ولَعادَ الذمُّ مدحاً والسبُّ تكريماً والتنقيص تنزيهاً، ولَجاز لقائلٍ مثلاً أن يقول: “انشُلني من أوحال محبة النبي وأغرقني بحارِ أنوارِه” ونحو ذلك من الكلمات الباطلة.
مغالاة وقبولها ليس واجبا
وتابع: ولذا تجد من فسَّرها بنقيض ظاهرها ليُوافِقَ الشرع، فزعم أن أوحال التوحيد هي اعتقاد وحدةِ الوجود وأن بحار الوحدة هي وحدةُ الشهود، وتجد من فسَّرها بظاهرِها إقراراً لوحدة الوجود الباطلة، ونحن في غِنَىً عن ذلك كله، فلا أفضلَ ولا أبينَ مما نطق به الشرعُ من صِيَغِ الصلاة على نبينا عليه الصلاة والسلام، فعباراتُه هي عينُ الخير ولزومُها يحصلُ به الاقتفاءُ لأثرِه والتبرُّك بشريفِ لفظِه.
وأوضح: فإن عدلتَ عن عبارةِ رسول الله ولجئتَ لما أنشأه بعض الصالحين من الصِّيَغِ في الصلاة على رسول الله فاحذرْ مثلَ هذه العبارةِ وإن غلا فيها بعضُهم، فليس قبولُها واجباً ولا ورد في الشرع ما يشهدُ لها ولا ورد تنصيصٌ بفضلِها، ولا تُكُنْ غبيَّاً فتقاتِلَ الناسَ على قبولِها، فإن قبلتَها على ما فيها من بطلانٍ ظاهرٍ فذا شأنُك لكن لا تفرضْ على الخلقِ وجوبَ قبولِها والتسليمِ بها.
ردود مستنكرة
أثارت هذه الكلمات جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من المهتمين بالتصوف، واصفين ما قاله “رشدي” بأن جاء حصيلة عدم معرفة حقيقية بمراد قائلها، مؤكدين أن هذه العبارة لم يقلها شخص واحد فحسب فيجوز عليه الخطأ، وإنما تلقاها عنه طوائف علماء وأولياء لا يحصون كثرة، ولم يسمع إنكار لها إلا من أهل أوحال التوحيد.
عضو هيئة كبار العلماء يرد
من جانبه قال الأستاذ الدكتور محمود توفيق سعد عضو هيئة كبار العلماء إلام الخلف بينكم، وهذه الفتنة الكبرى علام؟
انتهى أهل العبث واللهو الفكري من معركة حكم الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت مطحنة ومهلكة أوحال التوحيد.
دعوة إلى فهم معناها
وأضاف يا أيها المتلاحون من كان منكم يفهم العبارة فهما صحيحا مطابقا للكتاب والسنة فله أن يدعو الله تعالى بها ويتحمل مسؤولية فعله، ومن لم يفهم وسمعها من ابن مشيش نفسه ومن أبي الحسن أو أمره بها في منامه، ولم يفهم معناه فعليه وجوبا ألا يدعو بها ولا أن يحرك بها لسانه، والله تعالى يقول في سورة الإسراء، ”ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا”.

لا اعتراض على قولها
وأوضح قائلا: أنا شخصيا لا أفهم معنى أوحال التوحيد ولا معنى عين بحر الوحدة، ولا أطمئن لما يقال من تأويلات،
وكل ما لا أفهمه من أذكار وأدعية ليست من القرآن والسنة لا أذكر الله به ولا أدعوه به التزاما بالنهي الإلهي السابق ذكره،
وفي الوقت نفسه لا أعترض على من يدعو بها لعله يفقه ما يقول فهو حسيب نفسه.
وأردف: اتركوا هذا التناحر والتفتوا إلى إخوانكم في فلسطين وغيرها، والتفتوا إلى الهلاك القادم عليكم من الأحباش في إثيوبيا.
من هو عبد السلام مشيش؟
عبد السلام بن مشيش العلمي هو عالم تصوف ولد في عام (559 هـ – 626 هـ / 1163 – 1228 م)، عاش في زمن الخلافة الموحدية، وقد ولد بمنطقة بني عروس بالقرب من مدينة طنجة، ثم انتقل بعدها للعيش بجبل العلم قرب العرائش، وتوفى هناك حيث يوجد ضريحه، وهو يعد أستاذ المتصوف أبي الحسن الشاذلي شيخ الطريقة الشاذلية.
مشايخه
من مشايخه في الدراسة العلمية العلامة أحمد الملقب (أقطران) وهو دفين قرية أبرج قرب باب تازة، وكذلك عبد الرحمن بن حسن العطّار الشهير بالزيات.
وفاته
أثر الشيخ في كثير من أبناء عصره، وكان واقفا بالمرصاد لمن يعبث بالدين، وقد تصدى لابن أبي الطواجن الكتامي الذي ادعى النبوة، فحمل عليه وعلى أتباعه بالمنطق والأدلة الدينية قولاً وعملاً، حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله فكمنوا له حتى نزل من خلوته للوضوء والاستعداد لصلاة الصبح فقتلوه سنة 622 للهجرة.