كتب: إسلام عبد الرحيم
فى 1948م أعلنت شركة مصر للطيران عن احتياجها لمضيفات مصريات وكانت شروط التعيين إجادة عدة لغات بطلاقه ، والحصول علي شهادة جامعية ، وحسن السير والسلوك، حيث نجحت ” إيڤا كرم “فى اجتياز الشروط لتصبح أول فتاة مصرية تعمل مضيفة طيران فى مصر والدول العربية .
“إيفا كرم” من أبرز الأسماء في مجال الطيران المدني المصري
تعتبر إيفا كرم واحدة من أبرز الأسماء في مجال الطيران المدني المصري، كونها أول مضيفة طيران مصرية، حيث بدأت مسيرتها الرائدة في منتصف القرن العشرين، وتحديدًا في الأربعينيات، عندما كان العمل كمضيفة طيران يعتبر غير مألوف للنساء في مصر.
الخلفية التاريخية ونشأة الطيران المدني في مصر
في تلك الفترة، كان الطيران المدني في مصر يشهد تطورًا سريعًا، إذ تأسست شركة “مصر للطيران” عام 1932 كأول شركة طيران وطنية، وكان من ضمن أهدافها تقديم صورة مشرفة عن الطيران المصري عالميًا، ومع زيادة حركة النقل الجوي وارتفاع عدد الرحلات، ظهرت الحاجة إلى طواقم طيران ذات خبرة، تشمل المضيفين الذين يوفرون للركاب الراحة والأمان.
انضمام إيفا كرم إلى الطيران المدني
من هنأ بدأت مسيرة إيفا كرم لتكون أول مصرية تتقلد وظيفة مضيفة طيران، وتمكنت من كسر الصورة التقليدية للمرأة في المجتمع المصري في ذلك الوقت، انضمت إلى فريق العمل بشركة “مصر للطيران” وبدأت رحلتها المهنية، متحدية العادات والتقاليد التي كانت تحصر دور المرأة في وظائف محددة آنذاك.
اختارت إيفا كرم أن تعمل كمضيفة طيران لأسباب متعددة، بينها شغفها بالسفر وحبها للتعرف على ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى رغبتها في كسر الحواجز الاجتماعية وفتح المجال للنساء في مجالات العمل الجديدة، وخلال مسيرتها المهنية، عُرفت إيفا بالمهارة العالية في التعامل مع الركاب، والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة، بما في ذلك التعامل مع حالات الطوارئ الجوية.
تحديات واجهتها إيفا كرم
رغم نجاحها، واجهت إيفا تحديات عديدة في بداية عملها؛ فقد كان المجتمع ينظر إلى عمل المرأة، خاصة في مجال الطيران، بقدر من التحفظ، إلا أن إيفا استطاعت تجاوز هذه العقبات بفضل التزامها ومثابرتها، مما ساهم في تعزيز مكانة المرأة المصرية في هذا المجال وفتح الطريق لمضيفات أخريات.
تأثيرها وإرثها في مجال الطيران
ألهمت مسيرة إيفا كرم نساء أخريات للانضمام إلى مجال الطيران، ليس فقط كمضيفات ولكن في وظائف متعددة في شركات الطيران، واليوم، وبعد مرور عقود على مسيرتها الرائدة، تعتبر إيفا كرم من الرائدات في مجال الطيران المدني في مصر، وأسهمت تجربتها في تغيير الصورة النمطية للمرأة في هذا القطاع، وفتحت الباب أمام أجيال جديدة من النساء المصريات للعمل في مجال الطيران.
تبرز قصة إيفا كرم كأيقونة للنضال الاجتماعي والتحدي، حيث ساهمت في تمهيد الطريق للنساء المصريات للعمل في مجالات جديدة، ولها الفضل في تحقيق مساواة أكبر للمرأة في المجتمع المصري، خصوصًا في مجال الطيران.
” إيڤا كرم ” تحقق 22 ألف ساعة طيران وهو رقم قياسي عالمي ليُكتب اسمها فى تاريخ الطيران
نعم، يعد إنجاز إيفا كرم بتحقيق 22 ألف ساعة طيران أحد الأرقام القياسية التي تفتخر بها مصر في مجال الطيران، فقد سجلت بذلك اسمها في التاريخ كواحدة من المضيفات اللواتي قدمن الكثير لهذا المجال. تحقيق هذا العدد من ساعات الطيران يعد إنجازًا مذهلًا بالنظر إلى التحديات التي واجهتها، خاصة في وقت كانت فيه المرأة تواجه صعوبات كبيرة في دخول مجال الطيران والعمل في وظائف بعيدة عن الأنماط التقليدية.
كانت إيفا كرم مثالًا للالتزام والمثابرة، حيث عملت لسنوات طويلة قدمت خلالها الخدمة والراحة للركاب على متن رحلات “مصر للطيران” في مسارات دولية ومحلية، وقد أسهمت هذه الساعات في تعزيز خبرتها المهنية، ما جعلها رمزًا يحتذى به، ليس فقط في مصر، بل على مستوى العالم.
مهارات إيفا كرم في الطيران المختلفة
تُبرز هذه الساعات مدى إتقانها ومهارتها في إدارة ظروف الطيران المختلفة، وسرعة استجابتها للتعامل مع مواقف الطوارئ وحالات الركاب المتنوعة، مما ساعد في بناء ثقة الركاب بالطيران المدني المصري.
إن تسجيل إيفا كرم لهذا الرقم القياسي يؤكد على دور المرأة المصرية في إثراء قطاع الطيران، ويضعها في مصاف الشخصيات التاريخية التي ساهمت في رفع مكانة المرأة المصرية والعربية عالميًا، كما يعتبر إنجازها مصدر إلهام للأجيال الجديدة من المضيفات اللاتي يتطلعن إلى ترك بصمة خاصة بهن في مجال الطيران.
