عباس شومان: القرآن سبق الأبحاث العلمية في إثبات الحقائق الطبية حول خلق الإنسان وحفظ النسل

كتب : مصطفى علي
أكد الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر وأمين عام هيئة كبار العلماء، أن تنظيم اللقاءات العلمية والشرعية في الجامع الأزهر يمثل وسيلة هامة لتقديم حقائق الدين الإسلامي بعمق وشمولية، مما يتيح للناس فهمًا متكاملًا بين النصوص الشرعية والحقائق العلمية، ويوضح عظمة الإسلام وتكامله مع الأبحاث العلمية، لا سيما في القضايا التي تتعلق بحفظ النسل وأسس تكوين الإنسان.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور شومان في الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر، الذي عقد تحت عنوان “حفظ النسل بين الشرع والطب”، حيث شدد على أهمية دور الأطباء في تفسير مراحل خلق الإنسان وتكوينه، مشيرًا إلى أن جميع الأبحاث الطبية لم تتوصل إلى ما يناقض الحقائق المذكورة في القرآن والسنة.
وأوضح أن هذه الحقائق تبرز بوضوح في مسألة مراحل تطور الجنين، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث نجد أن تكوين العظام يأتي أولًا ثم يُكسى باللحم، وهو ما أثبتته الأبحاث العلمية لاحقًا، متطابقًا مع ما أكده القرآن قبل 14 قرنًا.
وأشار شومان إلى أن الإسلام وضع قواعد واضحة للحفاظ على النسل والنسب، وأكد أن الزواج الشرعي هو الوسيلة الوحيدة التي تضمن صيانة الأنساب وعدم اختلاطها، في حين تأتي القوانين التي تبيح العلاقات غير الشرعية لتسبب مشكلات كبرى في نسب الأبناء وتحديد هويتهم.
كما أشار إلى أن المجتمعات الغربية، رغم تقدمها العلمي، لا تزال تتفاجأ باكتشاف حقائق علمية توافقت مع نصوص القرآن الكريم التي سبقتها في توضيح تلك الحقائق.
وفي إطار حديثه عن حفظ النسل، لفت شومان إلى رفض الإسلام لما يسمى بزواج المرأة من أكثر من رجل، موضحًا أن هذا الرفض ليس تمييزًا ضد المرأة، بل هو حفظ لها ولأنساب الأبناء، إذ أن تعدد الأزواج يؤدي إلى اختلاط الأنساب ويعوق تحديد والد الطفل بدقة، بينما الزواج من رجل واحد يمنع اختلاط الأنساب، ويحفظ للأبناء هويتهم الأسرية، مؤكدا أن الإسلام كرم المرأة وصان مكانتها، ومنحها حقوقًا تعزز دورها وتكفل لها حياة كريمة، دون أن تتعارض مع فطرتها.
كما أعرب شومان عن دهشته من بعض النساء اللاتي يطالبن بالمساواة المطلقة مع الرجال في مسائل لا تتماشى مع طبيعة التكوين الفطري للمرأة، خاصة في مسألة الزواج بأكثر من زوج.
وبيَّن أن الإسلام وضع تشريعات لصيانة الأعراض، فأوجب حد الزنا ومنع القذف، وأمر بحفظ العرض والنسب من خلال الزواج الشرعي، إلى جانب وصايا النبي محمد ﷺ في اختيار ذات الدين التي تحفظ زوجها وبيتها وماله، موضحًا أن هذه القواعد تهدف إلى استقرار الأسرة وصون النسب، مما ينعكس على استقرار المجتمع.
شدد شومان على أن القيم الإسلامية جاءت لتحفظ النسل والنسب، وأن التدخل في الأحكام الثابتة لا يسهم إلا في تفكك المجتمعات وتدمير القيم الفطرية، مشيرًا إلى أن الالتزام بالضوابط الشرعية ضرورة لحماية المجتمع من المفاسد وحفظ الأنساب من الاختلاط.