الرئيسيةعرب-وعالم

ما مصير العدوان الإسرائيلي على غزة بعد الانتخابات الأمريكية؟

من المحتمل أن يشهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحولات غير مسبوقة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن ذلك يبقى مرهونًا بكيفية تعامل الإدارة الجديدة مع هذه الملف الشائك والمعقد إقليميًا ودوليًا.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها على القطاع، وتخطته إلى الجيوب اللبنانية المتماسة مع دولة الاحتلال، ورغم حجم الدمار الكبير الذي خلفته سواء في البنية التحتية أو الضحايا الفلسطينيين، إلا أنها لم تحقق حتى الآن حسمًا عسكريًا.

في هذا الصدد، ثمة مجموعة من العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أولها يتمثل في موقف الرئيس الجديد تجاه إسرائيل.

وعادةً ما تكون العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوية، بغض النظر عن الحزب الحاكم، ومع ذلك، قد يختلف مستوى الدعم وشكله باختلاف الإدارة، وقد تركز الإدارة الأمريكية الجديدة على تعزيز التعاون الأمني والدعم العسكري لإسرائيل، ولكن تختلف أساليب التعامل في بعض الملفات الحساسة مثل المستوطنات والقدس والتفاوض على حل الدولتين.

والملف الأخير، قد يكون موقف الرئيس الأمريكي المنتخب حاسمًا في مدى سعي الولايات المتحدة لإحياء مسار المفاوضات على أساس حل الدولتين، هذا الحل يبقى إحدى القضايا الجوهرية التي تؤثر على الوضع في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية.

كما أن دعم حل الدولتين يرتبط بدعم الاقتصاد الفلسطيني، الذي يتطلب تعزيزه وبناء المؤسسات الفلسطينية من جديد، وإذا تبنت الإدارة الجديدة هذا المسار، فقد تقدم مزيدًا من المساعدات الاقتصادية والتنموية لدعم استقرار الوضع الفلسطيني.

وقد تتبنى الإدارة الجديدة نهجًا مختلفًا فيما يتعلق بدعم المساعدات الإنسانية، إما عن طريق تخفيف الحصار وتقديم دعم لغزة، أو الضغط على حركة حماس، إذا تم فتح قنوات لدعم الإعمار وتحسين الخدمات، فقد يخفف ذلك من حدة الأزمات الإنسانية في القطاع.

وإذا اتجهت الإدارة الأمريكية الجديدة نحو محاولة تقليل التوترات، فقد تعمل على دعم المبادرات التي تهدف للتهدئة، بما في ذلك الضغط على الطرفين للحد من العمليات العسكرية المتبادلة.

عامل آخر يرتبط بالتنسيق بين الإدارة الأمريكية الجديدة مع الدول العربية، فإذا أظهرت الإدارة الأمريكية الجديدة التزامًا واضحًا نحو حل الأزمة الفلسطينية، فقد تعزز التنسيق مع الدول العربية التي لها تأثير في الملف، وعلى رأسها مصر والأردن.

هذا التعاون يمكن أن يدعم الجهود الساعية للتوصل إلى تهدئة دائمة، وقد يعزز من الفرص والمساعي الأمريكية الهادفة إلى توسيع نطاق التطبيع، وفي نفس الوقت محاولة تحقيق مكاسب للفلسطينيين، كنوع من التوازن بين دعم إسرائيل وتهدئة الوضع في غزة.

إجمالاً، يبقى مستقبل حرب غزة والقضية الفلسطينية بعد الانتخابات الأمريكية، مرهونًا باتجاهات البيت الأبيض في المستقبل القريب، وما إذا كانت ستتبنى مواقف داعمة لحل الدولتين أو تقليل التصعيد العسكري، أم أنها ستستمر بدعم إسرائيل بشكل رئيسي دون خطوات ملحوظة نحو حل الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights