تقارير-و-تحقيقاتمحافظات

والد الطفل محمد عصام بعد إحالة المتهمين للمفتي:حق ابني لا يُساوم عليه مهما كانت المغريات

قال والد الطفل محمد عصام بأن أربعة أشهر مرت منذ حادثة القتل حتى صدور حكم محكمة أسيوط بإحالة المتهمين إلى فضيلة المفتي للنظر في إعدامهم. وأوضح أن تلك الفترة كانت الأصعب في حياته، حيث عاش أياماً مليئة بالقلق والأرق، ولم يعرف طعم النوم أو الراحة، منتظراً بفارغ الصبر عدالة القضاء المصري.

وأكد والد الطفل أن حكم الله هو الأول والأخير، مشيراً إلى أن ابنه كان بريئاً، وأن الله أنزل أشد العقوبات على المتهمين بقتل ابنه، مما أطفأ النار التي كانت تشتعل في قلبه وأراح أسرته.

وأضاف أن هناك من اتهمه بالحصول على مبالغ مالية كبيرة مقابل التنازل عن قضية ابنه، لكنه نفى ذلك بشدة، مؤكداً أنه لم ولن يتنازل عن حق ابنه مهما كانت المغريات، وأنه رجل قنوع منذ صغره. وأوضح أنه وأسرته كانوا حريصين على حضور جميع جلسات المحكمة، حتى لو اضطر للنوم أمام باب المحكمة، مشيراً إلى أنه أرسل العديد من الاستغاثات لوزارة الداخلية ووزارة العدل والنائب العام لضمان عدم ضياع حق ابنه.

وأعرب عن ثقته في القضاء المصري والنيابة العامة، موجهاً شكره لهيئة النيابة على مرافعتها. وعند سماعه قرار محكمة أسيوط بإحالة المتهمين إلى فضيلة المفتي، شعر بفرحة لا توصف لأول مرة منذ مقتل طفله، وشاركه في هذه الفرحة أفراد أسرته وأهله.

في جلسة محكمة جنايات أسيوط، استمعت هيئة الدائرة الثالثة لمرافعة المستشار أحمد جمال أبوزيد، وكيل النائب العام، الذي شدد على ضرورة تطبيق القانون بحزم على من انتهك الأعراض وارتكب المحرمات وتعدى على حقوق البشر في وضح النهار.

أوضح المستشار أبوزيد أن المتهمين في هذه القضية هم خمسة أشخاص، وصفهم بأنهم لا يستحقون وصف الرجولة، مؤكداً أن الرجولة هي طباع عالية ورفعة بالنفس البشرية، وهؤلاء المتهمون لا يوصفون بها. وأكد أن ما أتى بهم إلى هذا الموضع هو قبيح أفعالهم وسوء أعمالهم، مطالباً المحكمة بتطبيق العقاب العادل عليهم.

وأضاف أن المتهمين انقسموا إلى فئتين: الفئة الأولى تشمل المحرضين، وهما فارس دياب محمدين سليمان (18 عاماً) وشكري أحمد عبدالكريم (67 عاماً). هؤلاء المتهمون غرتهم الدنيا بزينتها، وسعوا وراء الغنى بطرق غير مشروعة، حتى وصلت بهم أفكارهم الشيطانية إلى البحث عن الآثار، معتقدين أن المقابر لا يمكن فتحها إلا بإراقة دماء بشرية، فحرضوا المتهمين الثلاثة الأوائل على القتل والدمار.

الفئة الثانية تشمل الفاعلين الأصليين، وهم ثلاثة أشقاء: مدحت عبدالعال أحمد (19 عاماً)، مصطفى عبدالعال أحمد (15 عاماً)، ومحمود عبدالعال أحمد (22 عاماً). هؤلاء المتهمون خططوا ودبروا ونفذوا الجريمة بوحشية، مما أثار الفزع في قلوب الناس.

وأشار المستشار أبوزيد إلى أن النيابة العامة تحمل أمانة الدفاع عن حقوق المجتمع، وأنها ماضية في أداء واجبها لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا. وأكد أن المجني عليه هو الطفل محمد عصام أبوالوفا مهران، الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، ووصفه بأنه نبتة بريئة في بستان والديه، ثمرة حياتهما وزهرتها، التي لم تقترف أي ذنب أو خطأ يستوجب العقاب.

وأشار إلى أن الطفل لم يكن طرفاً في أي نزاع، ولم يكن هناك أي سبب يدعو لقتله سوى قلوب قاسية لا تعرف الرحمة. وأكد أن والديه كانا يربيانه ليكون شاباً نافعاً، أملين أن يكون له شأن كبير في المستقبل، ولكن المتهمين قتلوه غدراً وخسة، مما ألقى بأسرة كانت آمنة مطمئنة في غيابات الحزن والظلم.

وطالب وكيل النائب العام بإنزال العقاب العادل بالمتهمين لضمان تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا.

أحالت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط أوراق المتهمين الخمسة إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهم، بعد إدانتهم باستدراج طفل وذبحه وبتر كفيه لبيعهما للمنقبين عن المقابر الأثرية بمركز البداري في أسيوط. وحددت المحكمة جلسة الأول من فبراير المقبل للنطق بالحكم.

عُقدت الجلسة برئاسة المستشار سامح سعد طه، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أسامة عبد الهادي عبد الرحمن، نائب رئيس المحكمة، وأحمد محمد غلاب، عضو المحكمة، وحضور أحمد جمال أبوزيد، وكيل النائب العام، وأمانة سر خميس محمود ومحمد العربي.

وكان المستشار تامر محمود القاضي، المحامي العام لنيابات جنوب أسيوط الكلية، قد أحال المتهمين الخمسة إلى محكمة الجنايات بتهمة اختطاف طفل وذبحه وبتر كفيه لاستخدامهما في أعمال السحر وفتح مقبرة أثرية.

وتعود تفاصيل القضية إلى يوم 18 يونيو الماضي، حيث قام المتهمون مدحت عبدالعال أحمد (19 عاماً)، وشقيقيه مصطفى عبدالعال أحمد (15 عاماً) ومحمود عبدالعال أحمد (22 عاماً)، وفارس دياب محمدين سليمان (18 عاماً)، وشكري أحمد عبدالكريم (76 عاماً) بقتل الطفل محمد عصام أبوالوفا مهران عمداً مع سبق الإصرار. استدرج المتهم الثاني الطفل إلى حظيرة المواشي، حيث قام المتهم الأول بطرحه أرضاً وذبحه، بينما بتر كفيه لاستخدامهما في أعمال السحر وفتح المقابر الأثرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى