رحلة علاج تتحول إلى كابوس..من توسيع الشرايين إلى بتر القدم
مأساة تسلط الضوء على الإهمال الطبي..

فى واحدة من أكثر القصص المؤلمة التي تعكس الإهمال الطبي الجسيم، تعيش السيدة أمل عبدالسميع، البالغة من العمر 57 عامًا، كابوسًا حقيقيًا بعد أن كانت تأمل في إنهاء معاناتها من مشكلة بسيطة في شرايين القدم.
تحولت رحلة علاجها إلى سلسلة من الكوارث الطبية، أدت إلى جلطة حادة في الشرايين وغرغرينا تهدد ببتر قدمها، فضلًا عن فشل كلوي محتمل بسبب تدهور حالتها الصحية، مما يلقي الضوء على معاناة حقيقية يعيشها المرضى في ظل تكرار حوادث الإهمال الطبي.
نقدم لكم تقريرًا عبر موقع اليوم، حول حادثة طبية مؤلمة تعرضت لها السيدة أمل عبدالسميع، التي دخلت لإجراء عملية توسيع شرايين وانتهت بمعاناة شديدة بسبب الإهمال الطبي.

بداية القصة
في بداية الأمر، كانت الحاجة أمل تلعب مع أحفادها وضغطت على إحدى ألعابهم، مما أدى إلى تكوّن قشرة رقيقة على قدمها دون خروج دم. قامت ابنتها هبة باصطحابها إلى طبيب الجراحة العامة الذي أزال الجلد المتضرر.
كان الجرح يتعافى بشكل جيد وسريع خلال أول 15 يومًا، وكل الأمور الصحية للحاجة أمل من ضغط الدم، السكر، والكلى كانت مستقرة. استمروا على متابعة الجرح وتغيير الضمادات بانتظام.
الفحص الطبي
بعد ذلك، شعرت الحاجة أمل ببعض الألم في قدمها، فقامت هبة بزيارة طبيب مختص في المخ والأعصاب لتقييم الحالة.
حيث كان هناك احتمال بوجود التهاب في اللفافة الأخمصية أو مشكلة في الكعب مثل الشوكة العظمية، مفصل الكاحل كان متورم بالشكل ده ..
استشرت دكتور القلب والباطنة قال اعملي اشعه على المشط وقال مافيش شوكه عظميه،والطبيب أكد عدم وجود أي مشكلة في الأعصاب أو العظام.
رغم ذلك، نصحهم الطبيب بمراجعة أخصائي أوعية دموية للتأكد من سلامة الدورة الدموية في القدم.

تشخيص خاطئ وبداية المعاناة
بدأت مأساة السيدة أمل عندما قررت التوجه إلى الدكتور ج.أ، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بجامعة أسيوط، لعرض مشكلة تورم قدمها اليسرى عليه.
بعد فحصها، شخص الدكتور حالتها وقال عاوز دوبلكس، والدوبلكس أظهر وجود اختناق بشرايين القدم اليسري ومحتاج توسيع بالبالون بدون دعامة وأنها تحتاج إلى عملية لتوسيع الشرايين في قدمها اليسرى والأمر سهل جدا ولا يستغرق وقت والقدم هتتحسن بنسبة 100%.

الإهمال الطبي
تم نقل السيدة أمل إلى مستشفى الزراعيين، ودخلت العمليات بعد ما جهزت لها بتاريخ 21/7 وهناك خضعت لعملية جراحية.
وكانت كالاتى …خروج من العمليات بعد 3 ساعات ونصف..وبعدها دخلت تانى فى نفس اليوم 6 ساعات تسليك مرة أخرى استمرت تسع ساعات، على أمل أن يتم حل المشكلة بسهولة، ولكن ما حدث كان بداية سلسلة من المآسي.
تدهور الحالة الصحية
واضافت “هبة” ابنة المريضة وقالت: بعدها استقرت والدتي بالمستشفى…12يوم “بمستشفى الزراعيين الخاصة بأسيوط ” لان ماما كانت بتسخن لدرجه حراره توصل 41 درجة،
خرجت الحاجة “أمل” من العملية بحالة سيئة للغاية، وبدلًا من الشعور بالتحسن، ازدادت الأمور سوءًا، حيث بدأت تظهر عليها علامات الجلطة الحادة في شرايين القدم السفلى، وبدلًا من الحل، تدهورت حالة القدم بشكل كارثي، وامتلأت بالصديد.
استكمال العلاج بمستشفى الجامعه
تستكمل هبه ابنة المريضة الحاجة أمل وتقول بعدها دخلنا مستشفى الجامعه..لانه خدعنا وقلنا إن دى كدمة وهتبقي سوداء وبعد كده هاتقشر وتكون أمورها كويسه وهاعمل لها تنظيف مما استوجب نقلها إلى مستشفى جامعة أسيوط.
بعد نقلها دخلت أمل في مرحلة جديدة من المعاناة، خضعت لعمليتين جراحيتين إضافيتين لتنظيف الجرح.

حيث أُجبر الأطباء على إزالة الطبقات المصابة بالغرغرينا من القدم والكعب، استمرت حالتها في التدهور رغم كل هذه التدخلات الطبية.
ولم يكن هذا كل شيء، حيث قام الأطباء بتركيب جهاز يسمى “الفاكيوم” الذي يعمل على شفط الصديد من القدم وإعادة بناء الأنسجة، لكن هذه الإجراءات لم تفلح في وقف انتشار العدوى والغرغرينا.

مواجهة التجاهل الطبي
خلال عشرة أيام من الإقامة في مستشفى أسيوط الجامعي، لم يظهر أي تحسن واضح في حالة السيدة أمل، بل تفاقمت المعاناة، لتصبح الحالة أكثر تعقيدًا وخطورة.
كان الأمل يراود عائلتها بأن هذه العمليات قد تساهم في إنقاذ قدمها، ولكن الواقع كان أشد قسوة.
وحصل لها نزيف بالفم كمان بعد العملية مباشراً وفتح من الورك 8غرز خرجنا من المستشفى رغم أنها كانت محتاجه لاستكمال علاج بعدها بأسبوع كان الصباع ده بدأ بالازرقاق و الامداد الدموى له انخفض.

المستشفى يرفض استقبالها
بعد أن خرجت السيدة أمل من مستشفى أسيوط الجامعي، كانت المفاجأة الكبيرة عندما عادت إلى مستشفى الزراعيين لإكمال علاجها، حيث قوبلت برفض تام لاستقبالها من إدارة المستشفى.
حيث بررت هذا الرفض بأن الطبيب المعالج ج.أ قد تخلى عن حالتها، وأنهم غير قادرين على تقديم أي خدمة علاجية لها مرة أخرى.
هذا القرار ترك السيدة أمل وابنتها ه.م في حالة صدمة وحيرة، حيث اضطرت الابنة للاستعانة بطبيبة أخرى من المستشفى التي تعاطفت مع حالتها وأشرفت على تغيير الضمادات.
لكن هذه الحلول المؤقتة لم تكن كافية لإنقاذ حياة السيدة المسنة، تقول ابنتها: الدكتور اللى عمل العمليه اختفى ورفض استكمال الحاله ومرضيش يكتب تقرير بالحالة، فانتقلت بها للقاهرة، دلوقتي انا وامى الدكتور ده استنزف كل حاجه فينا، استنزف امى بدنيا وصحيا وجسمانيا ونفسيا وماديا.
تحرير محضر ضد الطبيب
في ظل هذه الظروف القاسية، لم يكن أمام ابنة السيدة أمل سوى تحرير محضر رسمي ضد الطبيب ج.أ ومستشفى الزراعيين بتهمة الإهمال الطبي الجسيم.
وعلى الفور سجلت القضية تحت رقم 3675 لسنة 2024 في قسم شرطة أسيوط، هذا البلاغ جاء بعد سلسلة من الأحداث التي جعلت ابنة الضحية تشعر بالعجز أمام ما تتعرض له والدتها.
ما زاد من تعقيد الموقف هو تضارب التقارير الطبية الصادرة عن الدكتور ج.أ والفريق الطبي الذي أشرف على علاج السيدة أمل.
في البداية كان التشخيص يتعلق فقط بتوسيع الشرايين، ولكن بعد فشل العملية، بدأ الحديث عن جلطة حادة وغرغرينا، وهو ما لم يُذكر في البداية.
تضارب التقارير
ابنة الضحية أكدت أن تقرير مستشفى جامعة أسيوط يشير إلى أن والدتها دخلت المستشفى وهي مصابة بجلطة حادة في شرايين القدم اليسرى، في حين أن التشخيص الأولي قبل العملية كان توسيع الشرايين فقط.
هذا التناقض بين التقارير جعل الأسرة تشكك في مصداقية الفريق الطبي، خاصة مع عدم وجود إجابات شافية من الدكتور ج.أ حول سبب تدهور الحالة بهذا الشكل المأساوي.
النتائج كارثية: بتر الإصبعين
اليوم، تواجه السيدة أمل خطر بتر قدمها بسبب انتشار الغرغرينا والتلوث، فضلًا عن تعرضها للفشل الكلوي نتيجة الجرعات الكبيرة من المضادات الحيوية التي تلقتها لمحاولة وقف انتشار العدوى.
تعيش الأسرة في حالة من القلق والخوف على حياة والدتهم، في حين يتهرب الطبيب المعالج من المسؤولية، تاركًا الأسرة تعاني وحدها في مواجهة هذا الكابوس.
وفي النهاية المأساوية انتهي الكابوس ببتر الإصبعين ومعدل الهيموجلوبين انخفض وكتب لهم تحويل لمستشفى الفاروق.

في الخاتمة: يواصل موقع “اليوم” متابعته لأحداث هذه القضية المؤلمة، متناولًا تأثير التضارب الطبي على حياة المواطنين ومسلطًا الضوء على ضرورة المحاسبة والمساءلة.