كتب حسني شومان
تعد عودة صناعة السيارات في مصر خطوة استراتيجية تحمل العديد من الآمال والتحديات في آنٍ واحد. وتأتي “النصر للسيارات” كأحد أبرز رموز هذا القطاع، حيث تحمل معها إرثًا تاريخيًا يمتد لعقود، وتطمح إلى استعادة مكانتها كشركة وطنية قادرة على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
يقول الدكتور محمد رشدي استاذ الاقتصاد في السنوات الأخيرة، أعلنت الدولة عن إعادة إحياء النصر للسيارات كجزء من استراتيجية شاملة لتطوير قطاع الصناعة. وتأتي هذه العودة استجابةً للتوجهات العالمية نحو تعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، إلى جانب مواكبة التحولات في صناعة السيارات، خاصة مع الاتجاه نحو السيارات الكهربائية التي تعد احد المحاور الرئيسية لعودة “النصر للسيارات” هو التركيز على إنتاج السيارات الكهربائية، تماشيًا مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة. وقد تم الإعلان عن شراكات مع شركات دولية لنقل التكنولوجيا وتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر
واضاف الدكتور حسين شريبة استاذ التخطيط والتطوير ان هذا التوجه لا يُعد فقط فرصة لتعزيز الصناعة الوطنية، بل أيضًا لإدخال مصر إلى عصر جديد من التكنولوجيا والصناعة المستدامة. مع وجود دعم حكومي واستثمارات ضخمة، تهدف النصر للسيارات إلى إنتاج طرازات كهربائية بتكلفة معقولة تناسب المستهلك المصري، مع توفير البنية التحتية اللازمة مثل محطات الشحن
ويضيف د شريبة ان إعادة تشغيل مصانع النصر للسيارات يخلق فرص عمل جديدة، ويحفز الصناعات المغذية مثل مكونات السيارات.بالاضافة لتقليل الواردات ان إنتاج سيارات محلية الصنع يقلل من الضغط على الميزان التجاري.
ويري الدكتور وائل بدوي استاذ الذكاء الاصطناعي والتحول التكنولوجي ان توطين تكنولوجيا صناعة السيارات يدفع عجلة الابتكار في المجالات الهندسية والصناعية ونقل تكنولوجيا المعرفة ان نجاح المشروع يعتمد على القدرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكوادر المحلية.
وأكد الدكتور سيد الخولي استاذ الاقتصاد ان عودة صناعة السيارات مرة أخرى يؤكد على استراتيجية الدولة المصرية لتوطين الصناعة المحلية ودعمها لتقليل فاتورة الاستيراد مشيرا إلى ان هذه الشركة براند مصري يحظى بثقة الشعب المصري منذ إنشائها
وأكد الخولي أن شركة النصر واحدة من قلاع مصر الصناعية الهامة التي بدأت أولى خطوات عودتها لقمة مجدها الصناعي مشيدة بنجاح محاولات الحكومة بكل السبل إعادة شركة النصر للسيارات للعمل من جديد، بما تمتلكه من المقومات التي لا ينبغي التفريط فيه
وشدد الخولي أن القطاع الصناعي هو أساس القوة الاقتصادية لأي دولة ويجب العمل على تطوير الشركات الصناعية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة وبرنامج عمل الحكومة
