أخبار

صلاة الضحى: نافلة عظيمة وأثرها الروحي في حياة المؤمن

 

صلاة الضحى هي من السنن المؤكدة التي حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أدائها، ودعا المسلمين إلى المواظبة عليها لما فيها من فضل عظيم وأجر كبير. تُؤدى هذه الصلاة في وقت النهار بعد شروق الشمس وارتفاعها، وتمثل تعبيرًا عن شكر الله على نعمه وتجديد القرب من الله عز وجل.

تُعرف صلاة الضحى بأنها “صلاة الأوابين”، وتُعتبر من الأعمال التي تسهم في بناء علاقة روحية قوية مع الله، لما تحمله من ثواب جزيل وتأثير إيجابي في حياة المسلم.

فضل صلاة الضحى كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم

صدقة عن كل مفصل في جسد الإنسان

جاء في حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة الضحى تُعد بمثابة صدقة عن كل مفصل في جسد المسلم. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “يصبح على كل سُلَامَى (أي مفصل) من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى”.

هذا الحديث يبرز أهمية صلاة الضحى كعبادة تعبر عن شكر النعم وتحقق رضا الله، وتجعل المسلم مواظبًا على ذكر الله في كل أوقاته.

عبادة ترسخ صفة الشكر

صلاة الضحى تُعدّ شكرًا عمليًا لله عز وجل على نعمه التي لا تُحصى. فهي تذكير يومي للمسلم بفضل الله عليه، خاصة الصحة والعافية التي تعد من أعظم النعم التي يستحق الله الشكر عليها.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بصلاة الضحى

التأكيد على المواظبة عليها

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوصي أصحابه بأداء صلاة الضحى بانتظام. جاء في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: “أوصاني خليلي بثلاثٍ: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام”.

هذا الحديث يدل على مكانة صلاة الضحى كجزء من السنن المهمة في حياة المسلم، والتي أوصى بها النبي حتى تكون جزءًا من العبادات اليومية.

 

عدد ركعات صلاة الضحى: من ركعتين إلى ثمانٍ وأكثر

صلاة الضحى تبدأ بركعتين كحد أدنى، ولكن يمكن أن يصلي المسلم أربع ركعات أو أكثر وفقًا لما يستطيع. لم يُحدد النبي -صلى الله عليه وسلم- عددًا معينًا، فقد ورد في السيرة النبوية أنه صلى الضحى أحيانًا ركعتين، وفي أوقات أخرى أربعًا أو ستًا أو حتى ثماني ركعات.

أكدت دار الإفتاء أن المرونة في عدد الركعات تعطي المسلم حرية أداء هذه الصلاة بحسب طاقته ووقته، وهو ما يجعلها عبادة متاحة للجميع.

 

وقت أداء صلاة الضحى

الوقت المثالي: حين اشتداد حرارة الشمس

يمكن أداء صلاة الضحى بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح (أي حوالي ربع إلى نصف ساعة بعد الشروق)، ويمتد وقتها حتى قبيل أذان الظهر.

ولكن من الأفضل تأخيرها إلى الوقت الذي تكون فيه الشمس أشد حرارة، كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”. ومعنى “ترمض الفصال” أن الشمس تكون قوية بحيث يشعر بحرارتها صغار الإبل.

أثر صلاة الضحى في حياة المسلم

1. تعزيز الصلة بالله

صلاة الضحى تجعل المسلم على صلة دائمة بربه طوال اليوم. فهي تذكره بأن العبادة ليست حكرًا على الفروض الخمس فقط، بل تشمل النوافل التي تضاعف الأجر وتزيد القرب من الله.

2. وسيلة للشكر والتوفيق

من خلال صلاة الضحى، يعبر المسلم عن شكره على نعمة الحياة، الصحة، والرزق. وهي وسيلة لجلب التوفيق في أعمال يومه، حيث يبارك الله للعبد الذي يداوم عليها.

3. تقوية الإيمان وترسيخ الطمأنينة

قيام المسلم بهذه النافلة اليومية يعزز إيمانه ويزيد من الطمأنينة الداخلية. فالمواظبة على الطاعات تجعل القلب أقرب إلى الله وتبعد عن النفس القلق والاضطراب.

صلاة الضحى: عبادة تغني عن الصدقة وتفتح أبواب الرزق

صلاة الضحى ليست مجرد نافلة عادية، بل هي عبادة تجمع بين الأجر العظيم والفضائل الروحية. فهي تغني عن تقديم الصدقات اليومية، وتفتح أبواب البركة والرزق للمسلم.

حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذه الصلاة يشير إلى أهميتها في حياة المسلم، إذ تجمع بين شكر الله، التعبير عن الامتنان، وزيادة القرب من الله عز وجل.

تعد صلاة الضحى نافلة عظيمة ينبغي على كل مسلم أن يحرص عليها، لما لها من أجر عظيم وأثر بالغ في حياة المؤمن. فهي مفتاح للشكر، وسيلة للتقرب إلى الله، وفرصة لتعزيز الإيمان في كل صباح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights