الدكتور محمد جمعة يكتب: فن الإدارة

فن الإدارة.. نعم عزيزي القاريء، فالإدارة فن قبل أن تكون علم والإدارة ليس إدارة البشر فقط لكن الأمر يتعدي إلى إدارة الموارد المادية والمعنوية للإستفادة منها أقصى استفادة، ولم تهتم الدول النامية بعلوم الإدارة بقدر ما اهتمت بوضع قوانين ونظم بعضها قابل للتطبيق وبعضها يتم الالتفاف عليه وبعضها غير قابل أصلا للتطبيق نتيجة عوامل طبيعية وعوامل اجتماعية وعوامل نفسية.
ومن هنا يجب أن ننتبه أنه من الضروري الاستفادة من تجربة الشعوب التي اعتمدت علم الإدارة نظاما سياسيا واجتماعيا استطاعت من خلال تطبيقه الوصول إلى ما نرى من تطور في كافة مناحي الحياة وبدون علم الإدارة سوف نجد مجتمعات عشوائية غير منضبطة لفقدان خطوط السلطة والمسؤولية، وسوف نجد أن كل شخص يضع لنفسه منظومة الأداء التي تناسب قناعاته وتحقق له المنافع المادية والمعنوية دون مراعاة الجور علي حقوق الآخرين.
ووضع نظم وتعاليم الإدارة موضع التطبيق والتنفيذ كفيل بنجاح العمل من النواحي المادية والمعنوية ويحقق الهدف المرجو منه دون انحراف عن المسار المخطط له من قبله، وبالتالي نستطيع أن ننهض بمختلف القطاعات دون أي صعوبات، ويمكن الوصول لذلك عن طريق تدريب الأفراد ووضع خطط العمل مسبقا وتحديد السلطة والمسؤلية ليكون كل فرد على علم بدوره الحقيقي الذي يجب أن يقوم به دون تقصير أو إهمال.
ولولا ظهور علم الإدارة علي يد الكثير من العلماء مثل أوجست كونت وفريدريك ونسلو تايلور وهنري فاويل في العصر الحديث مما أدي إلي النهوض بالأعمال من خلال تطبيق التوصيات والمعايير التي وضعها هؤلاء وغيرهم من أجل تحقيق الهدف.
ولن تجد رائدا لعلم الإدارة أهم من سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي استطاع بحكمته في إدارة العباد أن يبني أسس ألدولة الاسلامية العظيمة التي امتدت بعده إلى ألف وخمسمائة عام، حيث كان المعلم الأول للناس في وقت الأزمات والغزوات فكان على رأس الجيوش غازيا، وكان في المسجد إمامًا ومعلما وكان في بيته أبا ومربيا وفي مجتمعه مشاركا للضعفاء ومعينا فحمل الحطب عن العجوز وكان في الأسواق القوي الأمين.
إنه محمد بن عبد الله رسولنا الكريم الذي وضع لنا قوانين التعامل، وأسس المعاملة فدارت عجلة الحياة بشكل سليم فقد سن الثواب والعقاب ووضع الأسس والتعاليم التي جاءت من عند الله في القرآن الكريم موضع التطبيق دون إفراط أو تفريط فدانت له الارض من مشارقها إلى مغاربها.
وعلينا تعلم الدرس من نبينا الكريم ونعود إلى كتاب الله القرآن الكريم والالتزام بكل ما جاء من تعاليم حتى نستطيع النهوض بالمجتمع.