النار.. مخلوقة منذ الأزل ومصير الكافرين الخلود الأبدي

تُجمع العقيدة الإسلامية، وفقًا لأهل السنة والجماعة، على أن النار والجنة مخلوقتان منذ الأزل.
أكد الإمام أبو الحسن الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين أن الجنة والنار موجودتان منذ زمن بعيد، حيث قال: “ويقرون أن الجنة والنار مخلوقتان”، مشيرًا إلى أن هذا الإقرار يمثل رأي جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة، على الرغم من إنكار بعض الفرق لهذه الحقيقة.
وقد دعم القرآن الكريم والسنة النبوية هذا المفهوم بوضوح
في القرآن، يقول الله تعالى: “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ” (البقرة: 35)، مما يشير إلى وجود الجنة منذ خلق آدم.
كذلك، أكدت الأحاديث النبوية هذه الحقيقة، ومنها الحديث الذي رواه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ” (متفق عليه)، حيث يُفهم من النص أن الجنة والنار موجودتان فعليًا ويُعرض مقعد الإنسان فيهما منذ وفاته.
مصير الكفار: الخلود في النار
أما مصير الكافرين، فقد أوضحه القرآن الكريم بشكل صريح، يقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا” (الأحزاب: 64-65).
يبين هذا النص القرآني أن الكفار سيظلون في النار خالدين أبدًا، دون أمل في الخلاص أو النجاة من العذاب.
وقد أجمعت تفاسير العلماء على أن الكفار، بسبب إنكارهم لله وعنادهم على الكفر، مستحقون للخلود الأبدي في النار هذا العقاب الأبدي يعكس عدالة الله تعالى، حيث أن الكفر يمثل عصيانًا مطلقًا ومستمرًا لخالق الكون.
الحكمة من الخلود في النار
الحكمة الإلهية من خلود الكافرين في النار ترتبط بعدل الله وعلمه المطلق في سورة الأنعام يقول الله تعالى: “وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ” (الأنعام: 28). يوضح هذا النص أن الكافرين، حتى لو أُعيدوا إلى الحياة مرة أخرى، لاستمروا في كفرهم، مما يجعل خلودهم في النار عقابًا عادلًا يناسب طبيعتهم ورفضهم للهداية.
النار والجنة، وفقًا للعقيدة الإسلامية، هما مخلوقتان منذ الأزل، وهما موجودتان حاليًا.
أما مصير الكافرين، فقد أكده القرآن والسنة بإجماع العلماء: الخلود الأبدي في النار، وهو جزاء عادل لكفرهم وإصرارهم على الضلال، هذه الحقائق تُظهر عدل الله وحكمته المطلقة في الجزاء والعقاب، مع تأكيد الرحمة التي تشمل من آمن وسعى إلى الطاعة.