مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: گأنه لا يوجد غد

في زمن تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتتكاثرفيه الأخبار عن الجرائم والعنف، يعيش الكثيرون إحساسًا داخليًا بالقلق والخوف،وكأن الغد أصبح فكرة بعيدة أو حتى معدومة.هذا الشعور باللايقين يدفع البعض إلى نمط حياة يغلب عليه العشوائية والمبالغة في اللحظة الحاضرة ظناً أن كل شيء يمكن أن ينتهي فجأة. فما الذي يحدث للنفوس؟ وكيف يمكن للإنسان أن يستعيد توازنه؟
وهل الخوف والفراغ هما السبب ولكن
الخوف من المجهول شعور طبيعي لكنه يتحول إلى عبء ثقيل عندما يصبح مستمرًا و مربوطًا بكل تفاصيل الحياة. الجرائم، الأزمات الاقتصادية وحتى تغيرات المناخ تغذي هذا الشعور مما يجعل الإنسان يشعر بفقدان السيطرة.وينتج عن ذلك أثر القلق المزمن لأن القلق المتواصل يترك أثرًا نفسيًا عميقًا مثل الأرق، العصبية، أو حتى الإنفصال العاطفي. يهرب البعض من هذا الشعور إما بالمبالغة في الاستمتاع الفوري (كالاستهلاك المفرط) أو بالعزلة والحزن ويتزايد الإحساس بالفراغ مع غياب الأهداف طويلة المدى، يصبح الفراغ النفسي بيئة خصبة للأفكار السلبية،ما يدفع البعض للتصرف وكأن الحياة بلا معنى. ومع الحياة الحديثة المليئة بالتحديات:
الإجهاد اليومي ،،ضغوط العمل المشكلات الاقتصادية وسرعة نمط الحياة.والعزلة الإجتماعية ،على الرغم من وسائل التواصل،يشعر الكثيرون بالوحدة والانفصال العاطفي.
التغيرات المجتمعية،،تراجع الترابط الأسري وزيادة الأعباء الفردية.
تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا،،
الإفراط في استخدام التكنولوجيا،يسبب القلق،اضطرابات النوم،والإدمان الرقمي.وسائل الإعلام،،وتسليط الضوء على القضايا،فلابد من بناء الأمل والغد في مواجهة هذا الواقع،يجب أن نتذكر أن الحياة ليست مجرد يوم واحد،بل هي سلسلة مترابطة من الاختبارات والتجارب التي تعطيها معناها.لا يمكننا التحكم في كل شيء،،لكن يمكننا الإيمان بأن هناك حكمة وراء كل ما يحدث.قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم ،في آلحياة لابد ان تدرك وتتعلم العيش بحكمة واتزان ،عيش اللحظة لا يعني التخلي عن التخطيط للمستقبل.فلابد ان تجعل يومك وسيلة لبناء غد أفضل،وازرع بذور الأمل في داخلك في حياتك وحياة من حولك.
ويبقي دور المجتمع ،لا يمكننا مواجهة هذا الشعور وحدنا.التكاتف مع الآخرين وبناء علاقات قائمة على الدعم والمساندة يعيد للأفراد شعورهم بالأمان والانتماء. و احترس من ان تنسي الوقت لانه رأس مالك الحقيقي في هذه الحياة، إن أهدرته ضاع عمرك وإن استثمرته نلت الخير في دنياك وآخرتك.كل دقيقة تمضي لن تعود وكل لحظة تذهب هي جزء من عمرك الذي ستسأل عنه.قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، و شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك.فلا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فالغد مجهول،هو بيد الله واليوم هو فرصتك لتصنع أثرًا وتقترب من الله.
اللهم إجعل أوقاتنا شاهدةً لنا لا علينا، وبارك لنا في كل لحظة لننال رضاك. الحياة ليست مثالية،لكنها مليئة بفرص النمو والتغيير.لا تجعل الخوف من الغد يسرق منك جمال اليوم،بل اجعل من يومك خطوة نحو حياة أفضل.وكما قال أحد الحكماء: الحياة ليست أنفاسًا نأخذها،بل لحظات تصنع المعنى.و تذكر دائمًا عزيزي الإنسان أن الغد قد لا يكون بيدنا، لكنه في يد الله،وما دام الله معنا، فلا شيء يستحق أن نخاف منه. عش حياتك بثقة،واملأ أيامك بالخير والأمل، وكن نورًا لمن حولك.اللهم اجعل لنا في كل يومٍ نصيبًا من طمأنينةالقلب،وسكينة الروح، وخير العمل،واجعل لنا غدًا أفضل مما نتمنى،واغمر حياتنا برحمتك التي لا تنفد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights