غزة تحت الحصار:.. لأونروا توقف المساعدات عبر “كرم أبو سالم” وسط تصاعد المخاطر

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”الأونروا” عن قرارها بوقف إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر “كرم أبو سالم” الحدودي، الذي يُعدّ شريان الحياة الرئيس لإدخال المواد الإغاثية إلى قطاع غزة.
جاء القرار على خلفية التهديدات الأمنية المتزايدة، بعد تعرض قوافل المساعدات لسلسلة من الهجمات والسطو من قِبل عصابات مسلحة.
أكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الوضع الأمني في محيط المعبر أصبح كارثيًا. وفي تصريح له، قال: “منذ عدة أشهر، لم يعد الطريق خارج معبر كرم أبو سالم آمنًا.
في السادس عشر من نوفمبر، تعرضت قافلة كبيرة تحمل مساعدات إنسانية للسرقة على يد جماعات مسلحة، مما اضطرنا إلى اتخاذ قرار بتعليق إيصال المساعدات عبر هذا المعبر الحيوي.”
الاحتلال الإسرائيلي يعوق جهود الإغاثة
في سياق متصل، أشارت الأونروا إلى أن العقبات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي زادت من تفاقم الأزمة.
وفقًا لتقرير صدر عن الوكالة الأسبوع الماضي، فإن معظم المحاولات لتوصيل المساعدات إلى المناطق الشمالية من القطاع باءت بالفشل.
خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 25 نوفمبر، تم تنفيذ 91 محاولة لإيصال المساعدات، إلا أن 82 قافلة تم منعها بالكامل، بينما تعطلت تسع قوافل أخرى بسبب الإجراءات التعسفية لقوات الاحتلال.
وقد وصفت الأونروا هذا الوضع بأنه جزء من استراتيجية ممنهجة لتقويض الجهود الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الأساسية نتيجة الحصار المشدد والقيود المفروضة على الأنشطة الإنسانية.
غزة تواجه خطر التجويع الجماعي
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إذ يواجه السكان أزمة جوع خانقة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام. وأوضحت تقارير حقوقية وإنسانية أن قوات الاحتلال تستخدم سياسة “التجويع” كأداة للضغط على السكان الفلسطينيين وإجبارهم على الرضوخ.
وأكدت الأونروا أن هذه السياسة دفعت نحو 90% من سكان القطاع إلى النزوح من منازلهم، مما جعلهم بلا مأوى أو مصدر دخل ثابت.
وتعتمد الغالبية العظمى من السكان الآن على المساعدات الخارجية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يضعهم في مواجهة مباشرة مع خطر الموت جوعًا إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
نداء عاجل للمجتمع الدولي
في ظل هذه الأوضاع الكارثية، وجهت الأونروا نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم والمساعدة.
أكد لازاريني في بيانه أن الوضع في غزة يتطلب استجابة دولية فورية لتأمين إيصال المساعدات وتوفير الحماية اللازمة للقوافل الإغاثية.
كما دعت الوكالة الأممية إلى ممارسة ضغوط سياسية على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف سياسة الحصار والتجويع، مشددة على أن تجويع المدنيين يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويمثل جريمة حرب.
معاناة بلا نهاية
يعيش سكان غزة الآن تحت وطأة الحصار والقصف، في ظل غياب شبه كامل لأي أفق لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.
ومع توقف إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، يبدو أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور، مما يضع حياة أكثر من مليوني فلسطيني على المحك.
تبقى هذه الكارثة الإنسانية بحاجة إلى تحرك دولي عاجل لتخفيف معاناة المدنيين وضمان وصول المساعدات إليهم، قبل أن تتحول غزة إلى منطقة منكوبة بالكامل.