شراكة فكرية مميزة بين دار الإفتاء والجمعية الفلسفية

في إطار فعاليات مؤتمر “الفلسفة الإسلامية: حاضرها ومستقبلها في العالم”، الذي يعقد في الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر، ألقى الدكتور عبد الراضي رضوان، مقرر المؤتمر، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أثنى فيها على الشراكة الفريدة بين دار الإفتاء المصرية والجمعية الفلسفية المصرية، واصفًا إياها بأنها نموذج مثالي لتلاقي الفكر والإيمان على “مائدة النور الحقيقية”.
أكد الدكتور رضوان أن التعاون بين المؤسسات الفكرية والدينية يسهم في وضع منهجية واضحة لبيان الصراط المستقيم، مشيدًا بجهود دار الإفتاء المصرية التي احتضنت هذا الحدث، ووفرت منبرًا للعقول المتوهجة القادمة من مختلف المشارب الفكرية لإطلاق رؤاها وصياغة خارطة طريق للنهضة والإصلاح الفلسفي.
58 باحثًا و13 جلسة علمية
وأشار الدكتور رضوان إلى أن المؤتمر يضم 58 باحثًا من دول عربية وأوروبية، اجتمعوا على مدار ثلاثة أيام من خلال 13 جلسة علمية لمناقشة واقع الفلسفة الإسلامية ومستقبلها.
أوضح أن المشاركين استطاعوا بمنهجياتهم المختلفة تقديم رؤى عميقة عن حاضر الفلسفة الإسلامية، وأهمية دورها في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
كما تطرق إلى أهمية حركة الترجمة الفلسفية التي كانت جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة، مشيدًا بدور كل من المسيحية الشرقية والمسيحية الغربية في إثراء الفكر الفلسفي عبر التاريخ.
شكر وتقدير لرعاة المؤتمر
خلال كلمته، وجه الدكتور عبد الراضي رضوان الشكر لفضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير عيَّاد، وللدكتور أسامة الأزهري، مشيرًا إلى الدور البارز الذي قام به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في دعم المؤتمر ورعايته، وهو ما تجلى في حضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ممثلًا عنه.
أضاف الدكتور رضوان”إن هذه الجهود المباركة تُجدد الأمل في أن يكون هذا المؤتمر ملتقى دوريًا يُسهم في استدامة الحوار الفلسفي بين مختلف الثقافات، وتعزيز التعاون الفكري بين المفكرين العرب والغربيين.”
خارطة طريق النهضة الفلسفية
وأوضح الدكتور رضوان أن المؤتمر يسعى لصياغة خارطة طريق للنهضة والإصلاح الفلسفي، حيث تمثل جلساته فرصة لتبادل الأفكار بين الباحثين من مختلف التخصصات الفكرية والفلسفية.
كما أكد أهمية دور الفلسفة الإسلامية في صياغة حلول للتحديات الفكرية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات اليوم، داعيًا إلى استمرار هذا التعاون الفكري الفريد بين المؤسسات.
ختم كلمته بالتأكيد على أهمية تكرار مثل هذه الفعاليات، معربًا عن أمله في أن يحظى المؤتمر بمزيد من الدعم والرعاية ليصبح ملتقى سنويًا يجمع بين الفكر والإيمان في سبيل خدمة القضايا الفكرية والإنسانية.
نظرة مستقبلية
يشكل المؤتمر الدولي للفلسفة الإسلامية خطوة هامة نحو تعزيز مكانة الفكر الفلسفي الإسلامي، ووضعه في قلب النقاشات الفكرية العالمية.
من خلال احتضان دار الإفتاء المصرية لهذا الحدث، تتجدد الآمال في أن تسهم مثل هذه المؤتمرات في تحقيق نهضة فكرية مستدامة ترتكز على الفلسفة والإيمان كركيزتين أساسيتين لبناء المستقبل.