أخبار

مفتي الجمهورية: الكرامة الإنسانية حق مقدس ورسالة إلهية خالدة

أكد مفتي الجمهورية، خلال كلمته بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن الرسالة السماوية تجلَّت في إعلانٍ إلهي خالد جعل من الكرامة البشرية أساسًا راسخًا لبناء الحياة الإنسانية.

واستشهد بقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]، مشيرًا إلى أن هذا التكريم الإلهي يُرسِّخ مفهوم الكرامة باعتبارها حقًا أصيلًا لا يمكن انتزاعه أو المساومة عليه، فضلًا عن كونها واجبًا مقدسًا تُناط به الشرائع وتعززه القيم الإنسانية.

وأوضح أن حقوق الإنسان في الإسلام ليست مجرد شعارات تُرفع أو مبادئ تُسجل في الوثائق، بل هي أمانات واجبة الأداء وفرائض يتعين الحفاظ عليها، مشددًا على أن هذه الحقوق تهدف إلى صيانة الكرامة البشرية وتعزيز التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.

خطبة الوداع.. الميثاق الأخلاقي للحقوق

وأشار المفتي إلى أن النبي محمد ﷺ أرسى أسس هذا الميثاق الإنساني في خطبة الوداع، حيث قال: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا” (رواه مسلم).

وبين أن هذه الكلمات النبوية رفعت الحقوق إلى مستوى العهد المقدس، وأحاطتها بمنظومة أخلاقية صارمة ترعى كرامة الإنسان وتحميها من أي انتهاك.

وأضاف أن الشريعة الإسلامية جاءت بمنظومة متكاملة تُرسي مبادئ العدل والإحسان، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ النحل: 90. وأشار إلى أن هذه القيم الربانية تهدف إلى تعزيز الرحمة والإنصاف في التعامل بين البشر، ما يجعلها ركيزة أساسية لتحقيق السلام والعدالة في المجتمعات.

دعوة إلى الإنسانية للتجرد من الأنانية

كما دعا مفتي الجمهورية الإنسانية جمعاء إلى التجرد من نزعات الأنانية والالتفاف حول نداء العدل والرحمة.

وشدد على أهمية صياغة ميثاق إنساني قائم على الحقوق والواجبات، يُحقق التكامل بين البشر ويُحيي ضمير العالم الذي يعاني من الصراعات والانقسامات.

وأكد أن هذه المناسبة تمثل لحظةً لإعادة إحياء المبادئ الإلهية التي وُضعت لتكون منارة للبشرية، داعيًا إلى استرداد الكرامة الإنسانية وإقامة ميزان العدل بما يليق بجلال الإنسان وكرامته التي كرَّمها الله سبحانه وتعالى في جميع رسالاته السماوية.

رسالة عالمية لتحقيق العدالة والسلام

واختتم المفتي كلمته بدعوة دول العالم وقادته إلى تحويل هذا اليوم إلى نداءٍ عالمي للتضامن الإنساني، والعمل من أجل تحقيق العدالة الشاملة والسلام الدائم.

وأردف أن احترام الكرامة الإنسانية والالتزام بمبادئ العدل هما الطريق الأمثل لبناء عالم أكثر إنسانية ورحمة، حيث يصبح الإنسان أخًا لأخيه، وتتضافر الجهود لبناء حياةٍ كريمة تعكس أسمى معاني الكرامة التي منحها الله للإنسان.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى