الأمم المتحدة: منظومة الإغاثة في غزة تنهار

حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من اقتراب انهيار منظومة الإغاثة في قطاع غزة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، مشيرة إلى أن الحصار الإسرائيلي المشدد، إلى جانب عمليات النهب التي تتعرض لها المساعدات الإنسانية، يزيد من تفاقم الوضع في القطاع الذي يضم نحو مليوني فلسطيني.
أكد برنامج الغذاء العالمي أن استمرار الانتهاكات وانعدام الأمن يعوق إيصال الإغاثة للمحتاجين، مما يضع القطاع على حافة كارثة غذائية وصحية.
الأونروا: مأساة الغذاء تتفاقم وضحايا أمام مراكز التوزيع
صرحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الوضع الغذائي في غزة أصبح “كارثيًا”، موضحة أن نقص المواد الغذائية الأساسية أدى إلى وفاة فتاتين وامرأة في أثناء محاولتهن الحصول على الطعام.
أضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت يوم الإثنين 9 ديسمبر باستهداف مجموعة من الفلسطينيين الذين كانوا يصطفون للحصول على الدقيق جنوب القطاع، مما أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين.
تعتبر هذه الحادثة إحدى أبشع المآسي الإنسانية التي تسلط الضوء على خطورة الأوضاع، حيث باتت الحياة اليومية لسكان غزة محكومة بالجوع والخوف.
معبر كرم أبو سالم معطل وتصاعد أعمال النهب
أعلنت الأونروا عن تعليق استخدام معبر كرم أبو سالم، المعبر الرئيسي لدخول المساعدات إلى غزة، بسبب تصاعد أعمال النهب تحت حماية الاحتلال.
أفادت التقارير أن قوافل الإغاثة تتعرض لهجمات عنيفة في المناطق التي صنفتها إسرائيل كمناطق عسكرية مغلقة، مما أدى إلى انعدام الأمن وتعطيل دخول المساعدات.
أكدت الأونروا أن استمرار هذه الاعتداءات يزيد من عزلة القطاع ويفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث تواجه المنظمات الإغاثية صعوبة كبيرة في تلبية احتياجات السكان.
جدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف دعوته للمجتمع الدولي للتحرك الفوري لإنقاذ سكان غزة.
أشار المرصد إلى أن استمرار هذه الأزمة الإنسانية يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، مشددًا على ازدواجية المعايير التي تنتهجها الدول الكبرى في التعامل مع حقوق الإنسان.
أكد المرصد أن الفشل في التدخل لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة يكشف تناقض المجتمع الدولي بين شعارات حقوق الإنسان وبين التطبيق العملي.
رسالة عاجلة لإنقاذ غزة
في مواجهة هذا الواقع، تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى تحرك دولي عاجل، لتأمين دخول المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وتؤكد المنظمات أن ترك غزة تواجه الجوع والحصار دون تدخل سيؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
مع تصاعد التوترات والانتهاكات، باتت الحاجة ملحة لتدخل عاجل يعيد الأمل لملايين الفلسطينيين الذين يعانون حصارًا يمتد لسنوات طويلة، ويمنع عنهم أبسط حقوقهم الإنسانية.