حواراتفن

المخرج مهند دياب خلال حواره لـ اليوم: أحلم بنشر فنون السينما في صعيد مصر

  • قدمت أول أعمالي السينمائية حينما كنت طالبا بالثانوية العامة
  • أهتم بتقديم أفلام جيدة لتمثيل مصر في المهرجانات العالمية


أجرت الحوار: غادة عصفور

مهند دياب مخرج مصري ذاع صيته في المهرجانات السينمائية حول العالم نظرا لحرصه على تقديم ‏ رسائل إنسانية خلال الأعمال التي يقدمها خاصة أفلامه الوثائقية والتسجيلية فكان لهذا التميز رصيدا كبيرا من الجوائز التي حصدها فوق منصات المهرجانات الدولية الهامة وكان آخرها فوزه بالجائزة الكبرى “إكسل” على مستوى أفريقيا في مسابقة الإعلام “أصوات ضد عمل الأطفال”، وأحرز دياب أول جائزة لعمل مصري في هذه المسابقة عن فيلمه الوثائقي “أطفال ولكن” ضمن مشاركة أكثر من 50 عملا من ثماني دول.

‏قدم “دياب” ما يقرب من 150 عملا ، منها أكثر من 100 فيلم وثائقي لصالح وزارة التضامن الاجتماعي ، و 50 عملا سينمائيا بين الروائي والتسجيلي تم تصويرهم في مصر وأمريكا وفرنسا وصربيا وهولندا وعدد من الدول الأفريقية.

في هذا الحوار يتحدث دياب عن عشقه للعمل السينمائي وبداياته ويكشف لجريدة ” اليوم” عن أعماله القادمة، وإلى نص الحوار: 

نبدأ معك من الإنجاز الأخير وحصولك على جائزة “أكسيل” ما أهمية هذه الجائزة؟

جائزة أكسيل أفريقيا هي جائزة دولية كبيرة تقدمها منظمة العمل الدولية على مدار السنوات الماضية ، وهي جائزة إعلامية لأفضل محتوى لقضايا معينة وكانت الجائزة هذا العام عن قضية عمل الطفل ، وشاركت في المسابقة بفيلم تحت عنوان “أطفال ولكن” قمت بتنفيذه خلال أربعة أيام ،  وحصلت على هذه الجائزة على مستوى القارة الأفريقية وكان للجائزة شق آخر وهو حضور تدريب حول الصياغة الإعلامية في اوغندا في أكتوبر الماضي ، وقمت بعد ذلك بتدريب عدد من الصحفيين والإعلاميين في اوغندا حول كيفية تحويل النص إلى صورة مرئية، وأصبحت مدربا معتمدا دوليا وحاليا أعمل لدى منظمة العمل الدولية كإستشاري للتوثيق البصري الخاص بمشروع عمالة الأطفال.

متى قدمت أول فيلم لك كمخرج؟

أول أعمالي قمت بتنفيذها عندما كنت في الثانوية العامة  حيث كنت مشارك في الجمعية العامة لرعاية النابغين وقدمت فيلم يحمل اسم وصمة عار حول الصغار الذين يذهبون إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية ومؤسسات الأحداث في مصر ، وذهبت وقتها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية إدارة الدفاع الاجتماعي من أجل الحصول على تصريح لعمل الفيلم ، من أجل التصوير في مؤسسات الأحداث المختلفة وبيت القاصرات ومؤسسة الأحداث شديد الخطورة.

ما هو أكثر فيلم تأثرت به إنسانيا أثناء التصوير وتعاطفت مع أبطاله؟

هناك عدد من الأفلام التي تأثرت بها كثيرا أثناء التصوير ، على سبيل المثال فيلم حياة طاهرة كان يحكي عن سيدة من الصعيد عملت في كل المهن التي يمكن لك أن تتخيلها مثل البناء والتجارة واللحام والكاوتش ، واستطاعت ادخار مبلغ 150,000 جنيه لتزويج أبنائها الثلاثة وساعدت كل منهم على إقامة مشروع تجاري خاص به ولم تكن امرأة متعلمة ، وهذا الفيلم حصل على العديد من الجوائز وتم إهداء تلك المرأة رحلة حج برفقة ابنها حينما عرض الفيلم على إحدى القنوات التلفزيونية.

وبشكل عام اتأثر جدا بالأفلام التي أقدمهأ عن الأمهات وقصص تضحياتهم  ، وتربطني علاقات صداقة مستمرة مع العديد من الأمهات البطلات اللواتي تحدثت عنهن في أفلامي.

هل هناك أعمال جديدة في الطريق؟

أعمل حاليا على مشروعين الأول لفيلم روائي طويل والثاني لفيلم قصير  بحيث استطيع مع نهاية العام الحالي أن أشارك بهما في عدد من المهرجانات السينمائية، الفيلم القصير اسمه “حان الآن” وهو دراما اجتماعية مكثفة، أما الفيلم  الطويل اسمه “ضغط” يتحدث عن مرض نفسي اسمه الذُهان وهو احد أنواع الفصام وسيكون بطولة نسائية ، وهناك ايضاً مشروع فيلم تسجيلي طويل أعكف عليه عن بطل باراليمبي اسمه عادل الحوت ، وهو بطل أولمبياد من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرض لفقدان ساقيه الاثنين ولكن استطاع أن يتخطى كل هذه الصعوبات وأصبح بطلا لكمال الأجسام واستطاع الحصول على جوائز دولية وتم تعيينه في الجامعة الأمريكية بمصر ، وبالفعل قمنا بتصوير أكثر من ‫نصف مشاهد الفيلم الذي أطلقنا عليه اسم “بطل حياته”.

كيف تعد لشخصيات أفلامك؟

كما ينبغي على المخرج أن تكون لديه ثقافة سينمائية يجب أيضا أن تكون لديه ثقافة اجتماعية خاصة بالبلد التي يعيش بها، فهو لن يستطيع أن يجسد كل أنماط الشخصية وأبطال أفلامه إلا عندما يتعامل معهم في الواقع.

مهند دياب مع محررة ” اليوم”

هل تستمتع بالعمل الوثائقي أكثر من الروائي؟

قدمت عدة أعمال روائية خارج مصر ، لكن في مصر لم أقدم سوى فيلم روائي واحد اسمه “دهنش 25″، وكل ما يهمني هو إنتاج فيلم جيد يستطيع أن يمثل مصر بصورة مشرفة سواء في كان أو فينيسيا أو برلين أو لوكارنو وغيرها ، وأحاول الاستفادة من خبرتي ‏في مجال السينما التوثيقية والتسجيلية من خلال  الشخصيات التي تشبعت بها لأقدمها بشكل احترافي واجتماعي في فيلم روائي.

ما هي الجائزة الأغلى على قلبك التي حصلت عليها؟

جائزة هووليود العالمية للسينما التسجيلية كانت تمثل بالنسبة لي الكثير وكانت عن فيلم “حياة طاهرة” ، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان دلهي السينما الدولي في الهند ، وجائزة أخرى في مهرجان طنجة بالمغرب وجوائز من المهرجان القومي للسينما ، لكن تبقى جائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط هي الأقرب لقلبي وكانت أول جائزة احصل عليها من مهرجان سينمائي وذلك عام 2010 ، وكانت هذه من أكبر الجوائز التي حصلت عليها خاصة أن هذه الجائزة حملها قبلي الفنان نور الشريف والعديد من الفنانين الكبار.

عملك في وزارة التضامن لمدة ثمانية سنوات كمستشار للوزارة لللتوثيق المرئي هل أفادك في عملك السينمائي؟

بالطبع كانت فرصة أتاحت لي ممارسة الصناعة بشكل دوري حتى أصبحت محترفا في السينما التسجيلية وصناعاتها ، ومنحتني خبرة كبيرة في سرعة الإنجاز للعمل ، وأصبحت مهمتي الأكبر هي كيف أروي القصة بلسان الأبطال الحقيقيين أصحاب الرواية ، وأصبح لدي القدرة على التنبؤ بالكلام وتوقع الحكي من الأشخاص وتعرفت على المجتمع بشكل أعمق من خلال  وثقافاته المختلفة.

ابتكرت منهجا لعلوم السينما.. حدثنا عن هذه التجربة

أعمل حاليا على تمرير ما تعلمته من فنون السينما إلى جيل الشباب الصغير من خلال تطوير منهج للخرائط الذهنية عن علوم اللغة السينمائية ، وقد ابتكرته على مستوى الشرق الأوسط وقدمته من خلال ورش تدريبية في جامعة القاهرة وعلى هامش المهرجانات السينمائية ، و أسعى لنقل هذه التجربة إلى الصعيد لأنهم بعيدون عن تجربة السينما، وقد قدمت خلال الفترة الماضية أول ورشة في الصعيد بمحافظة قنا ضمت مجموعة كبيرة من الشباب المهتمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights