مرصد الأزهر يستقبل وفدًا من متدربي مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات
استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والعنف وفدًا من متدربي مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام اليوم.
يأتى ذلك في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بوزارة الخارجية المصرية، لتعزيز التعاون والتنسيق المستمر.
بدأت الزيارة بتقديم سيرة ذاتية وتعريفية بمرصد الأزهر و أهدافه خلال المرحلة الحالية وما يقدمه مرصد الأزهر من جهود واضحة فى مكافحة التطرف.
كما تضمنت المقدمة التعريفية عدد الوحدات العاملة فى المرصد وأقسامه وعمل وجهود كل فرع وقسم فى المرصد و تم توضيح آلية العمل داخل المرصد وأبرز النتائج التي حققها على مدى تسع سنوات.
وفي سياق لقائها مع الوفد، قدّمت د. رهام سلامة المدير التنفيذى للمرصد عرضًا توضيحيًا تناولت فيه أبرز القضايا التي يعمل عليها المرصد، بما في ذلك تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحليل الشبهات المتعلقة بالتنظيمات المتطرفة والرد عليها، وكذلك أهم الإصدارات.
وفي إطار زيارة اليوم، نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ثلاث محاضرات تناولت مناقشات معمقة حول رؤية التنظيمات الإرهابية لفكرة الصراع وانتشار الإسلام عبر استخدام السلاح، بالإضافة إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومستقبل القضية الفلسطينية. كما تم تسليط الضوء على وثيقة الأخوة الإنسانية ودورها في تعزيز السلام العالمي والعيش المشترك.
من جانبه تناول الدكتور وسام حشاد مشرف وحدة رصد اللغة العبرية بمرصد الأزهر حديثه عن القضية الفلسطينية موضحا أهمية دراسة الأيديولوجية الصهيونية من جميع جوانبها.
أشار حشاد خلال كلمته إلى أن الجهل والقصور في فهم الفكر الصـ هـ يوني يمثلان العدو الأول للمنطقة العربية، وخصوصاً للفلسطينيين.
كما استعرض حشاد أوجه التشابه بين الكيان الصـ هـ يوني وتنظيم دا.عش، بالإضافة إلى أساليب الاحتلال في توظيف المصطلحات واللغة لتغيير الحقائق، سعياً لتحقيق أهدافه الاستعمارية. وأكد على أن الاحتلال يعتمد في هذا المخطط على المغالطات التاريخية، في محاولة للتلاعب بالمفاهيم والأفكار.
كما تحدث د. محمد عبودة، الباحث في مرصد الأزهر، عن رؤية التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش لفكرة الصراع وانتشار الإسلام من خلال استخدام السلاح، وقام بتفنيد آراء هذه التنظيمات.
استشهد الباحث بمرصد الأزهر بحديث “جئتكم بالذبح” لتوضيح كيفية تأويل الجماعات المتطرفة لبعض الأحاديث والنصوص الدينية بما يتوافق مع أهدافها.
أكد الباحث بالمرصد أن هذا الحديث لم يُدرج ضمن أبواب (الجهاد والسير)، بل جاء في سياق الحديث عن اشتداد الأذى الذي تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يشير إلى أن الحديث ارتبط بظرف خاص يتعلق بإيذاء المشركين للنبي، كما تبين ذلك بعض الروايات التي تذكر أن أحد المشركين، وهو عقبة بن أبي مُعَيط، كان يقوم بخنق النبي حتى كاد أن يقتله، وعندها قال صلى الله عليه وسلم هذه العبارة، وكأنه يُنبه إلى أن أفعالكم هذه ستؤدي في النهاية إلى الفتنة والقتال.
وواصل الباحث في مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تفنيد رؤية التنظيمات الإرهابية، مُشيرًا إلى أن المقصود من الحديث هو خلق حالة من الخوف والرعب في نفوس الأعداء أثناء الحروب. واستشهد بقوله تعالى في سورة الأنفال: «إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ».
كماأكد على أن المبدأ الأساسي في الإسلام هو عدم قتل النفس بسبب اختلاف الدين، حيث ينص الإسلام على النهي عن المُثلة، فكيف يُمكن أن يُسوِّغ قطع الرؤوس!