الصلاة والرياضة.. أيهما أكثر تأثيرًا على صحة الإنسان؟ حقائق علمية ومعجزات ربانية
اكتشافات علمية وحقائق ربانية مذهلة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي ليست مجرد وسيلة للتقرب إلى الله، بل تحتوي على جوانب متعددة تسهم في تحسين الصحة الجسدية والنفسية، في هذا التحقيق من خلال جريدة وموقع اليوم، نسلط الضوء على الفوائد الخفية للصلاة.
أظهرت الدراسات العلمية والأبحاث الطبية فوائدها العظيمة، ودورها في تحسين جودة حياة الإنسان، حيث إنها تجمع بين العبادة والرياضة في نظام متكامل يعود بالنفع على الجسد والعقل.
حيث نبدأ من حركات السجود التي تُنشط الدورة الدموية الدماغية، إلى الركوع الذي يساهم في مرونة المفاصل، وصولًا إلى قيام الليل الذي يهدئ الأعصاب ويحسن جودة النوم، تشكل الصلاة رياضة روحية وجسدية تحقق التوازن بين العقل والجسد.
الصلاة عبادة ورياضة للإنسان
الصلاة ليست مجرد عبادة روحية تقرب الإنسان من خالقه، بل هي أيضًا رياضة يومية لها فوائد عظيمة على صحة الجسم والعقل.
وتتعدد أركان الصلاة بين القيام والركوع والسجود، ولكل منها تأثير إيجابي على جسم الإنسان. فما هي هذه الفوائد؟ وكيف تساهم الصلاة في تحسين الصحة النفسية والجسدية؟
أهمية الوقوف وتلاوة القرآن
الوقوف أثناء الصلاة يعد من أولى الحركات التي يمارسها المسلم يوميًا. عند الوقوف، يكون الجسم في وضعية مستقيمة، مما يساعد على تقوية عضلات الظهر وتحسين مرونة العمود الفقري.
كما أن تلاوة القرآن الكريم أثناء الوقوف لها دور مهم في تهدئة الجهاز العصبي، إذ أظهرت دراسات حديثة أن الاستماع إلى القرآن أو تلاوته يخفف من التوتر ويعزز التركيز.
قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم
“الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد: 28)
صدق الله العظيم
الركوع وتأثيره على الدورة الدموية
الركوع يُعد حركة رياضية مميزة تعمل على تنشيط الدورة الدموية، خاصة نحو الرأس والعينين. يساعد الركوع على تحسين مرونة المفاصل، خصوصًا في منطقة الظهر والركبتين.
كما أنه يخفف الضغط على العمود الفقري ويزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، ما يُحسّن من الوظائف العقلية والإدراكية.

( سبحانك ربي ما اعظمك )
السجود وتأثيره العلاجي
السجود هو أعظم وضعيات الصلاة، ويتميز بفوائد صحية كبيرة. عندما يلامس الجبين الأرض، يتدفق الدم بشكل مكثف إلى الدماغ، مما يعزز من تغذيته بالأكسجين.
السجود أيضًا يخفف الضغط عن فقرات العمود الفقري، ويُعتبر وضعية فعالة لتخفيف التوتر العصبي وتنشيط مراكز الذاكرة في الدماغ. علميًا، يُقال إن السجود يساعد في تقليل الصداع ويخفف من أعراض التوتر.
فوائد الجلوس للتشهد
الجلوس في وضعية التشهد يُساهم في تقوية عضلات الحوض والركبتين، كما يُعزّز من مرونة المفاصل في هذه المنطقة. هذا الجلوس يساعد أيضًا في تحسين وضعية الجسم ويخفف من آلام أسفل الظهر.
قيام الليل وأثره على الصحة
قيام الليل ليس مجرد صلاة تطوعية، بل هو وقت هادئ يمكن فيه للإنسان التفكر والتقرب إلى الله.
تظهر دراسات نفسية أن الاستيقاظ في الليل والقيام بالصلاة يُحسّن من جودة النوم، حيث يؤدي إلى تخفيف الأرق واضطرابات النوم. كما أن قيام الليل يُعزز الإحساس بالسكينة والرضا، مما يقلل من الاكتئاب والقلق.
صلاة التراويح والرياضة اليومية
صلاة التراويح في شهر رمضان تُعتبر تمرينًا رياضيًا يوميًا، خاصة عند تأديتها بشكل جماعي. فحركات القيام والركوع والسجود المتكررة تساعد في حرق السعرات الحرارية وتحسين مرونة الجسم.
هذا النشاط البدني المعتدل يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتقوية عضلات الجسم.
آراء العلماء والمشايخ
يرى العلماء والمشايخ أن الصلاة ليست فقط عبادة، بل هي أيضًا وسيلة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية. يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: “الصلاة تربي الجسد كما تربي الروح، فيها سر الحكمة الإلهية التي تجمع بين العبادة والرياضة”.
كما أكد الدكتور زغلول النجار على أن الحركات المتكررة في الصلاة تُعتبر رياضة علاجية متكاملة تقي الإنسان من العديد من الأمراض المزمنة.
الدلالات القرآنية والأحاديث النبوية
وأوضح الدكتور عقيل محمد عقيل بوزارة الأوقاف أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة آيات وأحاديث تدل على أهميتها في حياة الإنسان، من الناحيتين الروحية والجسدية.
وأضاف الشيخ عقيل أن الصلاة هي وسيلة الاتصال المباشر والصلة بين العبد وربه ، فمن خلالها يدخل العبد في ساحة القدس الإلهي فتطمئن نفسه وتزكو روحه ويحدث له حالة من الأنس النفسي والقلبي

الدلالات القرآنية
قال الله تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي” صدق الله العظيم (طه: 14)، دلالة هذه الآية: الصلاة وسيلة لتذكّر الله وتحصيل الطمأنينة النفسية. الذكر أثناء الصلاة يساعد على تهدئة النفس وتقليل التوتر.
قال الله تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”
صدق الله العظيم (الرعد: 28) الصلاة التي تتضمن ذكر الله هي وسيلة للراحة النفسية والسكينة.
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”
صدق الله العظيم (البقرة: 153) الصلاة تُعين الإنسان على مواجهة الصعاب وتخفيف الأعباء النفسية والجسدية.
قال الله تعالى: “وَكَانُوا يُؤَدُّونَ الصَّلَاةَ وَهُمْ خَاشِعُونَ” صدق الله العظيم (الأنبياء: 90)، الخشوع في الصلاة يُظهر التركيز والسكينة، وهو ما ينعكس على صحة العقل والجسد.
الأحاديث النبوية الشريفة
قال النبي صلى الله عليه وسلم:”الصَّلَاةُ نُورٌ”(رواه مسلم) الصلاة نور معنوي يُضيء حياة المسلم، كما أنها نور لصحة النفس والبدن.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أرحنا بها يا بلال” (رواه أحمد)، يدل الحديث على أن الصلاة كانت مصدر راحة نفسية وجسدية للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث تخفف عن النفس الضغوط وتجدد النشاط، لقول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القَلْبُ” (رواه البخاري)
القلب يتأثر بالصلاة، فتزيده طمأنينة وخشوعًا، مما ينعكس على صحة الجسد كله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عليكم بقيام الليل، فإنه دأبُ الصالحين قبلكم، وقُربةٌ إلى الله، ومَنهَاة عن الإثم، وتكفيرٌ للسيئات، ومطردةٌ للداء عن الجسد” (رواه أحمد والترمذي)
قيام الليل يُطهّر النفس والجسد، ويطرد الأمراض.
لقول حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة” (رواه مسلم) كثرة الصلاة تُنقي الروح وتجدد نشاط الجسد.
أثر الصلاة على كفاءة الدورة الدموية
يشير الدكتور عبد الله محمد نصرت، أخصائي الجراحة العامة، إلى أن الصلاة في الإسلام تمتلك فوائد جسدية عظيمة، إلى جانب قيمتها الروحية، حيث تؤثر بشكل إيجابي على الدورة الدموية الدماغية.
تُبرز الدراسة مقارنة بين تأثير حركات الصلاة وفوائد الرياضة البدنية، مشيرة إلى تفوق الصلاة في تحسين تدفق الدم إلى المخ والحفاظ على وظائفه مع التقدم في العمر.
فوائد الصلاة على الدورة الدموية
1. زيادة تدفق الدم أثناء السجود
ميل الرأس للأسفل خلال السجود يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ.
انطواء الجسم أثناء السجود يوجه الدم من الأطراف إلى المخ والأعضاء الداخلية.
2. تنظيم تلقائي للدورة الدموية
حركة الرأس المتكررة بين الركوع والسجود والقيام تُحافظ على كفاءة نظام التوازن التلقائي للدورة الدموية الدماغية، مما يُسهم في تأخير تدهور وظائف هذا النظام مع التقدم بالعمر.
3. تحفيز الدورة الاحتياطية للمخ
السجود يُنشط الدورة الدموية الاحتياطية في الدماغ، مما يعزز من قدرته على التكيف مع تغيرات تدفق الدم.
4. التأني في الصلاة وأثره الصحي
التأني في أداء حركات الصلاة يمنح الجسم الوقت الكافي للاستفادة من كل حركة، مما يدعم وظائف الدورة الدموية في الدماغ.
الصلاة مقارنة بالرياضة البدنية
تؤكد الدراسة أن بعض أنواع الرياضة قد تكون ضارة للدورة الدموية الدماغية، بينما تُظهر الصلاة تأثيرًا فريدًا في تحسين هذه الدورة، خاصة مع السجود المتكرر الذي يُعيد التوازن لتدفق الدم.
وفي الختام
الصلاة هي هبة عظيمة من الله تعالى تجمع بين العبادة والرياضة اليومية التي تضمن للإنسان حياة صحية وروحية متوازنة.
هي ليست مجرد وسيلة للتقرب إلى الله، بل هي نظام شامل يدعم الجسد والعقل والروح. لذا، يجب على كل مسلم أن يحافظ على صلاته ويؤديها بتركيز وخشوع لينال الفوائد الروحية والجسدية معًا.