📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
أخبار

الأزهر يحتفي بذكرى الهجرة النبوية.. دروس في الإيمان والقيادة والتضحيه

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

 

 

كتب:مصطفى على

 

شهد الجامع الأزهر، أحد أعرق منارات الإسلام في العالم، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وسط أجواء روحانية مهيبة، ومشاركة جماهيرية واسعة ضمت علماء الأزهر وقياداته وطلابه، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتوجيه مباشر من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، وبحضور مميز من قيادات المؤسسة الأزهرية.

رئيس جامعة الأزهر: الهجرة ليست واقعة تاريخية بل معجزة متكاملة الأركان

في كلمته خلال الاحتفالية، أكد الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الهجرة النبوية ليست مجرد واقعة تاريخية تمر في صفحات الزمن، بل هي “معجزة متكاملة الأركان” تجسّد في كل تفصيلة منها عظمة النبي محمد ﷺ وثباته وصبره وتوكله الكامل على الله سبحانه وتعالى.

وأوضح أن النبي ﷺ خرج من أحب البلاد إلى قلبه، مكة المكرمة، تاركًا وراءه كل شيء، لأنه كان واثقًا من نصر الله له، رغم تخلي البعض عنه، في مشهد يعبّر عن عمق الإيمان وقوة اليقين. وأضاف داود أن الهجرة كانت انتقالًا من مرحلة الاستضعاف إلى التمكين، ومن الحصار والمطاردة إلى تأسيس دولة قوية على أسس العدالة والمساواة والتوحيد.

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن طريق النصر ليس مفروشًا بالورود، بل محفوف بالمصاعب والابتلاءات، مؤكدًا أن النصر لا يُقاس بالعدد والعدة، بل بالإيمان الصادق والعمل الجاد، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾، موضحًا أن كل موقف في الهجرة يحمل دلالة ربانية وتوجيهًا إيمانيًا.

أمين عام “البحوث الإسلامية”: الهجرة مدرسة في التخطيط وإدارة الأزمات

من جانبه، شدد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، على أن الهجرة النبوية ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل “مدرسة نبوية شاملة” في القيادة والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات وتعامل القادة مع التحديات.

وبيّن أن النبي ﷺ رغم كونه مؤيدًا بالوحي، لم يُهمل الأسباب، بل اتخذ بأقصى درجات الحذر والتنظيم، فرتب لكل خطوة من خطوات الهجرة، واختار التوقيت والمسار والرفيق بعناية، وخرج من مكة بأمان حتى وصل المدينة المنورة بسلام، حيث أسس أول دولة إسلامية قائمة على العقيدة والعدالة.

وتطرّق الجندي إلى أبرز قيم الهجرة، وعلى رأسها “المؤاخاة” التي أقامها النبي بين المهاجرين والأنصار، والتي حولت المجتمع من قبائل متنازعة إلى أمة واحدة موحدة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة كانت اللبنة الأولى في مشروع النهضة الإسلامي، والذي حمل لواءه النبي ﷺ وصحابته الأطهار، لتبدأ مسيرة حضارية ما زالت آثارها خالدة حتى اليوم.

وأكد أن الهجرة تعلّمنا أن التغيير لا يحدث دون معاناة ولا بناء دون تضحيات، وأن الهجرة ليست فقط فرارًا من بطش الظلم، بل هي “بناء للأمل وتجديد للعهد مع الله وانطلاقة نحو التمكين”.

المشرف على الرواق الأزهري: الهجرة مشروع إلهي لإنقاذ البشرية من الظلمات

وفي سياق متصل، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، أن الهجرة النبوية لم تكن مجرد رحلة انتقال من مكة إلى المدينة، بل كانت “مشروعًا إلهيًّا متكاملًا” يحمل رسالة كونية عظيمة هدفها إخراج البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، ومن عبودية البشر إلى عبودية رب العالمين.

وأوضح أن كل تفصيل في الهجرة النبوية يعبّر عن درس عملي في الصبر والثبات والتخطيط والتجرد لله، لافتًا إلى أن النبي ﷺ، رغم ما لاقاه من أذى واضطهاد، لم يتراجع عن دعوته، وظل ثابتًا على المبدأ، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، دون كلل أو ملل.

وأشار فؤاد إلى أن الهجرة تُعلِّمنا قيمة “الإخلاص”، وتجعلنا نقف أمام معنى “التجرد من المطامع الدنيوية”، والاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرة العقيدة، معتبرًا أن كل مسلم مطالب بأن يعيش “هجرته الخاصة”، من الغفلة إلى الوعي، ومن الذنب إلى التوبة، ومن التواكل إلى التوكل الحق على الله.

توجيهات عليا وإشراف علمي رفيع

وجاء تنظيم الاحتفالية تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وباعتماد رسمي من فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف مباشر من الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، وبمتابعة الأستاذ الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

وتُعد هذه الفعالية ضمن سلسلة الفعاليات التي يحرص الجامع الأزهر على تنظيمها في المناسبات الإسلامية الكبرى، بهدف ترسيخ القيم الإيمانية، وتعزيز الانتماء الديني والوطني، وربط الأجيال الجديدة بالسيرة النبوية العطرة، واستلهام دروسها في الواقع المعاصر.

رسالة خالدة ودعوة متجددة

اختتمت الاحتفالية برسالة جامعة أكدت أن الهجرة النبوية ليست حدثًا يُستذكر لمجرد الاحتفاء به، بل هي مصدر إلهام متجدد لكل مسلم يسعى لبناء ذاته ومجتمعه، ودعوة مفتوحة للعودة إلى قيم الصبر والإخلاص والعمل والتخطيط، وتأكيد على أن النصر الحقيقي يتحقق بالتوكل على الله، والإيمان العميق، والتضحية من أجل المبادئ السامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights