وكيل الأزهر في 2024: جهود شاملة لإحياء القيم ودعم قضايا الأمة

شهد عام 2024 اهتمامًا كبيرًا من الأزهر الشريف بقضية فلسطين، حيث اعتبرها وكيل الأزهر، فضيلة الدكتور محمد الضويني، على رأس أولويات المؤسسة.

خلال مشاركته في مناسبات دولية ومحلية عديدة، أكد أن ارتباط المسلمين بالقدس وفلسطين عقائدي وإيماني، وليس مجرد عاطفة عابرة.

في احتفالية نهضة العلماء بإندونيسيا، أشار إلى قدسية المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين، بينما أوضح في مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية أن التاريخ لا يغفر للمجرمين الصهاينة الذين يمعنون في قتل الأبرياء وهدم المنازل دون رادع كما وصف استهداف المدنيين الفلسطينيين بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان.

في مؤتمر “الاتحاد قوة” أشار إلى تقاعس المجتمع الدولي عن ردع الاحتلال، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تمثل اختبارًا حقيقيًا لإنسانية الحضارة الغربية التي لا تزال عاجزة أمام هذه الجرائم.

التوعية المجتمعية ومواجهة التحديات الفكرية

شارك وكيل الأزهر في سلسلة من المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية، بهدف نشر التوعية وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
في مؤتمر مركز تعليم اللغة الفرنسية، شدد على رفض الإسلام للمبادئ التي تبرر الوسائل غير الأخلاقية لتحقيق الغايات.

خلال مؤتمر علمي عن التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، أوضح الضويني أن إغفال الجانب الروحي في التنمية أدى إلى ظواهر خطيرة كالإلحاد والتفكك الأسري،
كما ناقش في مؤتمر الإعلام والمعلوماتية أهمية الإسلام كمنهج عادل يحقق التعارف وخدمة الإنسانية.

أكد في ندوات أخرى أن الأخلاق والعبادات هما جناحا السمو الروحي والاجتماعي، مطالبًا بتصحيح المفاهيم الدينية والابتعاد عن التفسيرات المغلوطة التي تستغل الدين لتحقيق أهداف مغرضة.

دعم قضايا المرأة والشباب

أولى وكيل الأزهر اهتمامًا خاصًا بقضايا المرأة والشباب، في ندوة “الشباب ومواجهة التغيرات المجتمعية”، دعا إلى تعزيز استراتيجيات لحماية قيم الشباب ومواجهة التيارات التي تهدد هويتهم.

في مؤتمر “دور المرأة في بناء الوعي”، أكد أن الإمام الأكبر يدعو إلى مناقشة قضايا المرأة بعيدًا عن القيود الاجتماعية السلبية، مشددًا على أهمية تمكينها في مختلف المجالات.

تعزيز التكنولوجيا وتحسين صورة الإسلام عالميًا

ناقش وكيل الأزهر في مؤتمرات عديدة أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتحسين التعليم ومواجهة الإسلاموفوبيا.، داعيا إلى استثمار الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي، محذرًا من مخاطره الأخلاقية.

في مؤتمر العلوم الخضراء، أكد شمولية الإسلام في التعامل مع قضايا البيئة والعلوم الحديثة، مشددًا على دور الدين في دعم الجهود العالمية لحماية الكوكب.

جولات خارجية لتعزيز الحوار الدولي

قام وكيل الأزهر بجولتين خارجيّتين شملت إندونيسيا وأذربيجان، حيث تناول جهود الأزهر في الحفاظ على التراث ودعم قضايا البيئة. في قمة قادة الأديان بأذربيجان، دعا إلى توحيد الجهود لمواجهة التغيرات المناخية، مشيرًا إلى خطورتها على مستقبل البشرية.

افتتاح معارض فنية لترويج الثقافة الأزهرية

افتتح وكيل الأزهر عددًا من المعارض الفنية والثقافية، منها جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وملتقى الأزهر للفنون والثقافة. أكد خلال هذه الفعاليات أن الأزهر يسعى لنشر رسالته الثقافية والفكرية عبر مختلف الوسائل الإبداعية.

تطوير التعليم الأزهري وتحفيز الطلاب

حرص الأزهر على تطوير منظومة التعليم واعتماد معايير الجودة، حيث تم اعتماد عشرات المعاهد والكليات الأزهرية في 2024.

كما شارك الطلاب في مسابقات دولية مثل تحدي القراءة العربي، مما يعكس حرص الأزهر على تحقيق التفوق العلمي والفكري لطلابه.

الصحة النفسية والتعاون المجتمعي

شهد العام توقيع اتفاقيات مهمة لدعم الصحة النفسية للأسر المصرية، وإنشاء أروقة لتحفيظ القرآن داخل نادي قضاة مصر، هذه المبادرات تؤكد التزام الأزهر بدوره المجتمعي والتربوي.

في 2024، عزز وكيل الأزهر الشريف مكانة المؤسسة محليًا ودوليًا عبر جهوده المتواصلة في القضايا الفكرية والاجتماعية والبيئية بفضل هذه الجهود، يواصل الأزهر قيادة الحراك العلمي والديني، ليبقى منارة إسلامية عالمية رائدة.