بين المأمول والمرفوض.. أين وصل قطار صفقة التبادل؟

ما زالت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى تحتل المساحة الأكبر في الإعلام العبري، فما بين الموعد المنتظر للإعلان عن الاتفاق، التي نقل موقع (والا) العبري أن الوفد الإسرائيلي يسعى لإتمامها بحلول نهاية ديسمبر، والبنود التي تم التوافق عليها، وأخرى مازالت رهن البحث أو الرفض، انبرت الصحف والقنوات العبرية في مناقشة ما يتم تسريبه عن الموقف، لاستشراف ما سيؤول إليه الوضع.
بنود قيد النظر
تحدث الإعلام العبري عن البنود التي ما تزال محل بحث وخلاف من بينها مطالب الاحتلال بتسليم الأسرى من الجنود في المرحلة الأولى للصفقة، وتسليم حماس قائمة بأسماء جميع الأسرى الأحياء- حسب القناة 13 العبرية.
كذلك يرغب الاحتلال في الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الأحياء وصولًا إلى أعلى حد ممكن في المرحلة الأولى، وهو ما ترفضه حماس وتبدي استعدادها لإكمال الأعداد المطلوبة بعدد من جثث القتلى منهم خلال المرحلة الأولى.
وعلى الجانب الأخر، يأتي مطلب حركة حماس بالإفراج عن كل من: “مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي، عباس السيد وإبراهيم حامد” أحد الشروط الأساسية التي تصر حماس عليها لإتمام الصفقة، وإن كان إطلاق سراحهم لدولة أخرى مثل تركيا أو قطر، ما يصر الاحتلال على رفضه- حسب صحيفة يديعوت ٱحرنوت.
وصرح مسؤولون للاحتلال ليديعوت أحرونوت: أن محوري نتساريم وفيلادلفيا وآليات تفتيش العابرين من جنوب غزة إلى شمالها هي أهم نقاط الخلاف، كما تصر الحركة على تخفيف وجود الاحتلال في فيلادلفيا إن لم يتم الانسحاب الكامل منه في المرحلة الأولى.
يرى وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن جفير”: أن انسحابهم من نتساريم يمثل خطر أممي كبير سيحقق انتصارًا للمقاومة، وأن عودة الأسرى لن تتحقق إلا بتضييق الخناق على أهالي غزة وقطع الإمدادات عنهم، لذا أعلن رفضه للصفقة وحث على إعادة الاستيطان بغزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية: أنه لم يتم الاتفاق نقل الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم إلى الضفة الغربية في الصفقة، وأن الإفراج عنهم سيكون إما إلى غزة أو إلى خارج فلسطين.
الطرف الأقوى
يمارس الاحتلال ضغوطا على حماس لزيادة عدد الأسرى المزمع الإفراج عنهم في المرحلة الأولى للصفقة، حيث يسود اعتقاد بأن الحركة تعيش حالة ضعف تجعلها تبدي مرونة أكبر في المفاوضات.
حيث يرى مسؤولون لدى الاحتلال أن حماس أضحت معزولة بعد عزل جبهة لبنان، كما أنها تلقت عدة ضربات موجعة، ما يعني أن الضغط قد يأتي بنتائج إيجابية لإسرائيل، وأن لديهم وفد موجود بالدوحة لسد فجوات الاتفاق ودفع المفاوضات للأمام مع مبعوث بايدن- حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت.
وعلى نفس النوال رأي وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”: أن مصلحة إسرائيل أن تخرج من غزة الآن، حيث حققت هدفها بالقضاء على حماس، حيث أن استمرارها في غزة سيشجع من تبقى من حماس على مواصلة القتال.
لكن الشارع السياسي يرى حماس صاحبة اليد الطولى في المفاوضات، حيث مازالت ترفض ما عرضه الاحتلال من زيادة أعداد الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الأولى، وموافقتها على أسماء المطلوب الإفراج عنهم هي حجر الزاوية في تحريك المياة الراكدة وإتمام الصفقة.
كما تحدث كثير من القادة الميدانيين في غزة عن قدرة حماس على إعادة بناء قدراتها العسكرية وضم مقاتلين جدد، وإعادة تدريبهم وفقا لمعطيات القتال الميدانية ضد جيش الاحتلال، وتحت قيادات جديدة لديها قدرة على التغيير وفقًا للمتغيرات الاستراتيجية للقتال.
رفض نتنياهو وقف الحرب
بينما ترفض عائلات أسرى الاحتلال إتمام صفقة التبادل بشكل جزئي وتطالب بإتمام صفقة شاملة يخرج فيها جميع الأسرى، ألقت صحيفة يديعوت ٱحرنوت باللائمة على “نتنياهو” في عدم التوصل لصفقة، واتهمته بأنه “لا يريد صفقة شاملة” على الرغم من إمكانية تحقيقها، إذ أن إتمامها يتطلب الانسحاب الكامل من غزة ووقف إطلاق النار بالكامل.
وعلى نفس المنوال سار “يائير لابيد”- زعيم المعارضة- متهما رئيس وزراء الاحتلال بأنه “غير مستعد لدفع الثمن السياسي لإعادة المخطوفين من غزة”، مؤكدا أنه من الخطأ إنجاز صفقة تبادل على مراحل.
إقرأ أيضًا: الإعلام العبري ينشر تسريبات بنود صفقة التبادل