المجمع المقدس على صفيح ساخن.. انتفاضة أساقفة ومطارنة ضد تعاليم هراطقة

كتب- محمود عرفات
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك » في الآونة الأخيرة مذكرة تضم 17 أسقفًا ومطران ينتفضون ضد بعض المتكلمين في المجمع المقدس والمزمع انعقاده برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية في الثامن عشر حتى الواحد والعشرون من شهر نوفمبر المقبل بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وذلك نظرًا لتعاليمهم الخاطئة وانتماءتهم العقائدية المناهضة لتعليم وإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مطالبين قداسة البابا تواضروس بتغير الأساقفة المتحدثون خلال انعقاد جلسة المجمع.
وقال الأنبا موسى، الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية إنه يرفض البعض من المتحدثين في إنعقاد المجمع المقدس المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل.
وأضاف « موسى» في تصريحات خاصة، أنه يعترض تمامًا على بعض المتحدين في سمينار المجمع المقدس لأنه لا يتفق مع تعاليم وإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا أنه يضم صوته مع صوت الآباء المطارنة والأساقفة الذين يرفضون هذه التعاليم المخالفة لعقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي نفس السياق، أضاف الأنبا أبانوب، الأسقف العام لكنائس جبل المقطم، أنه تابع ما نشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك بشأن انتفاضة المطارنة والأساقفة الذين يعترضون على البعض من الأساقفة والمطارنة المتحدثين داخل المجمع المقدس المزعم انعقاده في نوفمبر المقبل، قائلًا: إن هناك بعض الآباء المطارنة والأساقفة المعترضين على بعض المتحدثين بسبب عقيدتهم المخالفة لعقيدتنا وإيماننا ككنيسة قبطية ارثوذكسية، مؤكدًا على انضمام صوته مع المطارنة والأساقفة المعترضين لرفض وتغير المتحدثين أثناء انعقاد جلسات المجمع المقدس.
وأكد « أبانوب» في تصريحات خاصة، أن الكنيسة القبطية والإيمان الأرثوذكسي قد تسلمناها عبر الأجيال على بحور من الدم، ومن ناحية أخرى قال كمال زاخر، المفكر والباحث القبطي، «قد أفهم الاعتراض لو نظم هؤلاء بغير موافقة الكنيسة ندوات أو محاضرات للعامة وللشباب، لأنه والحال هكذا حماية للمتلقين، وإن كانت هذه حجة تسقط أمام طوفان ما يطرحه الفضاء الإلكتروني ومنصات العالم الافتراضي.
وأضاف « زاخر» عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن ما يرفض الآباء الاستماع اليهم مع توفر القدرة و الإمكانية على دحض طرحهم فهو إعلان هزيمة مسبقة، قبل أن تدور رحى المعركة.
وتابع: ما أقوله قائم على افتراض أن هؤلاء الأشخاص هراطقة وهو افتراض غير متوفر فيما يخص التسريب المرتب لإثارة المتلقين الطيبين الغيورين بالضرورة على الكنيسة.
وتسائل المفكر القبطي كمال زاخر، هل يخشى المجتمعون على إيمانهم أن يهتز أو يرتبك من محاضرات هؤلاء، لو كان هذا صحيحاً فهو الكارثة بعينها؟
واختتم قائلاً: «لعل البيان الصادر عن بعض الاباء – والذى تنصل منه (بعض) الموقعين، يكشف بجلاء أزمة الكنيسة الحقيقية، ويسعى لارباكها»، مضيفاً أن الرسالة واضحة هز الثقة فى البابا تواضروس الثاني والبناء علي هذا لإعادة تاريخ لن يعود بحسب دروسه.
وقال كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والمسيحي، إن العديد من المنشورات التى تداولت عبر وسائل التواصل الإجتماعي فيسبوك بجانب فيديوهات لبعض الاباء الأساقفة بخصوص رفع مذكرة من بعض الاباء المطارنة والأساقفة إلى سكرتارية المجمع المقدس اعتراضًا على حضور اثنين من المحاضرين في سمينار المجمع المقدس القادم بسبب أراهم التي تخالف العقيدة القبطية الأرثوذكسية.
وأضاف «كمال» في تصريحات خاصة، أن اعتراض بعض الآباء المطارنة والأساقفة ليس موجة ضد قداسة البابا تواضروس الثاني بل ضد المتحدثين ولكن هناك من يحاول قلب الحقائق لأغراض يعلمها الجميع .
وأكد كريم كمال، أن هناك احترام وتقدير كبير متبادل بين قداسة البابا تواضروس والآباء المطارنة والأساقفة كما أن اعتراضهم على بعض المتحدثين سوف يجد أذان صاغية عند قداسة البابا.
وتابع أن عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية توكد على أنها كنيسة مجمعية لا تؤمن بعصمة البابا، ولذلك طبيعي جدًا أن يكون اخذ أي رأي داخل المجمع المقدس بالتوافق بين الآباء.
واستطرد قائلاً: إن ما يحدث داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أمر صحي للغاية والشعب القبطي واعي وحافظ لإيمان الكنيسة ويعرف أصحاب الأجندات جيدًا ولا يستمع لهم.