محمود التلاوي.. نجم صعيدي يضيء دروب الشعر

من أعماق صعيد مصر، رصدت عدسة جريدة وموقع «اليوم» النجم الموهوب ابن قرية تل الزوكي بمركز طما محافظة سوهاج، حيث الشاعر محمود حسين التلاوي، الذي ولد في الأول من مايو 1997م، وبرغم نشأته في أسرة متوسطة الحال، إلا أن موهبته الشعرية كانت كافية لتجعله يخط طريقه نحو التميز.
البداية: شغف منذ الصغر
تحدث الشاعر ، محمود حسين لـ«اليوم »
قائلاً :” بدأ حب الشعر يتسلل إلى وجداني منذ سن العاشرة، وأستلهمت موهبتي من كبار الشعراء مثل أحمد فؤاد نجم، هشام الجخ، عبد الرحمن الأبنودي، وصلاح جاهين”، وأوضح التلاوي بأنه يهوى الشعر الفصيح للشعراء أمثال إيليا أبو ماضي، نزار قباني، وأمل دنقل، الذين كان لهم تأثيراً كبيراً على وجدانه، فهذا التنوع بين العامية والفصحى جعل من قصائده مزيجاً متناغماً بين الإبداع والشجن.
الأعمال الشعرية.. صوت ينبض بالألم والأمل
قدم التلاوي عدة أعمال شعرية، منها: ديوان “هزيع البوح على فقيد الروح” مطبوع باللغة العامية، وكذلك ديوان “حزمة أشعار” فصحى، لم يُطبع، وايضاً ديوان “أماني” باللغة العامية، لم يُطبع، وبالإضافة إلى قصائد مشهورة بين الناس مثل: “الغربة”، “عازب”، “فقيد الروح”، و”كذب الفتى”، حيث في قصائده، يعكس الشاعر محمود التلاوي، تجارب الحياة المليئة بالعقبات، وظهر ذلك في قصيدة “كاتب القدر”، التي تحمل شجناً عميقاً وتجربة إنسانية غنية.

قرية تل الزوكي.. مصدر الإلهام
في قصيدته “تل الزوكي”، يحتفي محمود التلاوي بحب قريته، واصفاً أهلها بأنهم “أحسن ناس”، يعيشون على قيم المحبة والوحدة، بين جامع وكنيسة، فيعكس شعره انتماءً قوياً لجذوره الصعيدية الأصيلة.
وعن تقليده لصوت عدد من الشعراء، أمثال هشام الجخ، يوضح التلاوي في حديثه أن موضوع التقليد بالنسبة له ليس أكثر من مسألة استحسان، لكنه يصر على أن لديه شخصيته الخاصة وكيانه الفريد، ورغم ذلك، يعتبر التلاوي الشاعر هشام الجخ مصدر إلهام كبير له، حيث يعجب بنمطه الشعري ويحب أن يسير على خطاه، كما يقدر التلاوي نصائح وتشجيعات الجخ التي يقدمها له، مشيراً إلى أنه يتلقى مكالمات هاتفية من الجخ بشكل دائم، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في دعم مسيرته الشعرية وتحقيق أعماله، مثل ديوانه “هزيع البوح على فقيد الروح”.
الصعوبات والتطلعات
يرى التلاوي أن أبرز العقبات التي تواجه الشعراء الشباب تتمثل في التهميش، الفقر الطباعي، وضعف الدعم الثقافي، ومع ذلك، لا يزال يطمح إلى أن يطبع المزيد من أعماله، وأن يكون له دور بارز في المؤسسات الثقافية مثل ساقية الصاوي ووزارة الثقافة.
محمود حسين التلاوي هو مثال للشاعر الصعيدي، الذي يرفض أن يكون هامشاً، ويثبت أن الإبداع يمكن أن ينطلق من أي مكان، وبروحه الصادقة وقصائده العذبة، يخطو نحو مستقبل شعري واعد.