الأزهر الشريف في مواجهة الإرهاب لإرساء قيم الوسطية والسلام

في خطوة تاريخية نحو التقارب الإنساني ونبذ التطرف، قاد شيخ الأزهر الشريف، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بالتعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مبادرة لتوحيد الجهود بين الأديان culminated في توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تُعد إحدى أبرز المحطات في تاريخ العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، بل وفي تاريخ العالم الحديث.
أهداف الوثيقة وأهميتها
تهدف الوثيقة إلى تعزيز مبادئ الأخوة والتعايش بين الشعوب على اختلاف معتقداتها وثقافاتها، وذلك ضمن رؤية تهدف إلى بناء عالم خالٍ من الحروب والإرهاب جاءت الوثيقة كرسالة للعالم للتأكيد على أهمية الحوار بين أتباع الديانات في تحقيق السلام العالمي ونبذ الكراهية.
جولات شيخ الأزهر لتعزيز السلام
قاد الإمام الأكبر عدة جولات دولية، زار خلالها دولاً من الشرق إلى الغرب، للمشاركة في مؤتمرات ومنتديات عالمية تُعنى بتعزيز قيم التسامح والسلام.
ولم يقتصر دوره على الحضور فحسب، بل كان حريصًا على تقديم رؤى مستنيرة لكيفية مواجهة الإرهاب والتطرف، بما يشمل بناء ثقافة الحوار وقبول الآخر.
فضلاً عن ذلك، يُشرف الأزهر الشريف على إرسال وفود للمشاركة في الفعاليات الدولية لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا التزامه بنقل رسالته الوسطية إلى جميع أنحاء العالم.
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر: انتشار الوسطية عالميًا
ضمن الجهود المبذولة لنشر الفكر الوسطي، وسّع الأزهر الشريف من نشاط المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، التي بات لها حضور عالمي في أكثر من 20 دولة.
امتدت فروع المنظمة إلى دول عدة، مثل نيجيريا، جزر القمر، كينيا، جنوب أفريقيا، الهند، وبريطانيا، إضافةً إلى 17 محافظة داخل مصر.
دور المنظمة في مواجهة التطرف
تُركّز المنظمة على نشر قيم التسامح والاعتدال عبر الفروع التابعة لها، من خلال برامج تعليمية ومؤتمرات تهدف إلى رفع وعي المجتمعات المحلية بمخاطر التطرف الفكري وتُعد المنظمة جسرًا لنقل رسالة الأزهر إلى المجتمعات العالمية، من خلال خريجيه الذين يحملون فكر الأزهر المستنير.
دار الإفتاء المصرية: استراتيجية شاملة لمحاربة الفكر المتطرف
تُدرك دار الإفتاء المصرية أن الفكر المتطرف يمثل المظلة التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب المؤيدين ودفعهم نحو تبني العنف لذلك، تعمل الدار على مواجهة هذه الأفكار عبر برامجها المختلفة التي تستهدف تفكيك الخطاب المتطرف ودحض مزاعمه.
جهود محلية ودولية
تعمل دار الإفتاء على محاور عدة لمكافحة التطرف، أبرزها نشر الإصدارات التي تفنّد الأيديولوجيات المتطرفة وتقديم الردود العلمية كما أنشأت منصات إلكترونية تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج لها الجماعات الإرهابية، ليس فقط داخل مصر بل في العالم أجمع.
فضلاً عن ذلك، تُشارك دار الإفتاء في منتديات دولية وتُطلق مبادرات تُعزز من قيم التسامح والاندماج في المجتمعات الأوروبية، بهدف سد الفجوة الفكرية والثقافية التي قد يستغلها المتطرفون.
الأزهر ودار الإفتاء: شراكة في مواجهة الإرهاب
يُعد الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية جبهتين متكاملتين في مواجهة التطرف الفكري، حيث يعمل كلاهما على تقديم خطاب ديني مستنير يخاطب العقل والوجدان، مع التركيز على أهمية العمل الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب.
تُمثل هذه الجهود نموذجًا يُحتذى به في العمل المؤسسي لمكافحة الفكر المتطرف، وهو ما يجعل الأزهر ودار الإفتاء في مقدمة المؤسسات الدينية العالمية التي تعمل على بناء مجتمعات تسودها قيم التسامح والسلام.